أَهْدى مِنْهُما أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٢٨ : ٤٩).
فالآيات الدالة على النبوات ، منها آيات قد تكذّب بتهمة السحر لأنها بصرية ، ولكنما القرآن آية بصيرة : (هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِها وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً) (١٧ : ٥٩) (١) آيات تخويفية وقتية قد يكذّب بها ، لذلك بدلناها بآية عقلية علمية زمنية لا تقبل التكذيب إلّا ممن سامح عن عقله او علمه.
فهل بالإمكان تكذيب آية القرآن ومعجزته وهي تعيش الطول التأريخي والعرض الجغرافي دون فناء وبلاء ، فانما تزداد على تقدم العلم نورا وبهورا!
لذلك لا ترى لصاحب هذه الرسالة آيات معجزات كمثل التي لرسل الله ، اللهم إلّا هامشية عابرة لم تؤصّل ، ولذلك لم تسجّل في آية القرآن إلّا؟؟؟ شذر كشق القمر والمعراج ، ولهما ما لهما من ميزّات على سائر الآيات
__________________
(١) يذكر من الأسباب في عدم نزول آيات تخويفية عينية في الآيات التالية : السورة ٦ : ٤ ـ ٢٥ ـ ٣٥ ـ ٣٧ ـ ١٠٩ ـ ١٢٤ و ٧ : ١٣٢ ـ ١٤٦ ـ ٢٠٣ و ١٠ : ٢٠ ـ ٩٧ ـ ١٠١ و ١٣ : ٧ ـ ٢٧ ـ ٣٨ و ١٦ : ١٠١ و ٢٠ : ١٣٣ و ٢١ : ٥ و ٢٦ : ١٥٤ و ٢٩ : ٥٠ و ٣٠ : ٥٨ و ٣٦ : ٤٦ و ٣٧ : ١٤ و ٤٠ : ٧٨ و ٤٣ : ٤٨ و ٥٤ : ٢.
ومنها ما تذكر سببا آخر في عدم نزول هذه الآيات وهو فوضى اتباع الناس فيما يهوونه من آيات ثم يكذبونها.
ثم وآيات تثبت نزول آيات النبوة على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هي ٣٠ : ٥٨ و ٦ : ١٢٤ و ٣٦ : ٤٦ و ٣٧ : ١٤ و ٥٤ : ٢.
وحاصل جمع الآيات حول آيات النبوة المحمدية انها تركز على آية القرآن الخالدة كأصل ثم تذكر بصورة عامة او خاصة آيات هامشية لهذه الرسالة ، وتنفي أصالة الآيات الحسية الوقتية لها ولا سيما التي كذب بها الأولون ، والتي يهوونها ولا يصدقون.