الراقية ، يعالجها كلها علاجا عاجلا وآجلا ، متناسق الخطوات في كافة الجهات ، في الوقت الواحد ، فلا يغيب عن حسابه احتمالة من الاحتمالات ، ولا حالة من الحالات الكثيرة المتشابكة ، لأن مشرّع هذه القوانين هو خالق الفطر والكائنات.
وأما النظم غير الإلهية فهي على قصورها الذاتي ، متأثرة بملابسات الحياة ، وقاصرة عن الحيطة بجميع الاحتمالات ، فقد تعالج مشكلة فردية وتخترق مشكلة اجتماعية أم فردية أخرى.
ومهما ادعى المدعون ان في القرآن تناقضات واختلافات فهي تظهر بعد التدبر في آياته انها ملائمات متوافقات ، ولحد الآن ما ثبت اي اختلاف او غلطة لفظية فضلا عما سواها ، رغم ما يوجد في العهدين آلاف الاغلاط والمناقضات ، مما تؤكد ان التوراة والإنجيل الحاليين تأثرا بكثير من الخرافات والأساطير (١).
فمن المستحيل عقليا وواقعيا كون القرآن من عند غير الله ، وطابع الربانية ظاهر في مظاهر عدم الاختلاف فيه : آياته مع بعض لفظيا ومعنويا ، ومع الواقع الكوني والتطلّب الفطري والعقلي والفكري ، ومع الحاجيات الحيوية التي يعيشها الإنسان ايّا كان!
لذلك ترى جملاته تسمّت بآيات (تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ)
__________________
(١) يقول المسيحي الفاضل «يا ركز» ان في الكتب المقدسة ثلاثون الف غلط ، والقسيس «ميل» و «كريستاج» ينهيانه الى نيف ومائة الف غلط ، و «شولز» ان اغلاطها لا تحصى ، وفي دائرة المعارف البريطانية والفرنسية انها زهاء مليون غلط وكما يعترف بهذه الاغلاط والاختلافات في الكتب المقدسة كثيرون مثل : اكهارن ـ كيسر ـ هيس ـ ديوت ـ ويز ـ فرش (راجع كتابنا : المقارنات العلمية والكتابية بين الكتب السماوية).