(٢ : ٢٥٢) تدليلا أنها كلها تحمل سمات إلهية ، وبصمات ربوبية ، مكتوبة بقلم الوحي الأعلى ، خارجة عن وصمات غير الله : (وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً).
٣ ـ بعلم الغيب ومطلق العلم :
نجد بطيّات كثير من آياته البينات تحديات بعلم الغيب ، ومطلق العلم ، الذين لا يحصلان بالوسائل غير الإلهية ، اللهم إلّا بالوحي.
إنه يتحدى بالعلم جملة : (وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) (٦ : ٥٩) (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ) (١٦ : ٨٩) (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ).
وكما يتحدى بالعلم تفصيلا ، ونموذجا واحدا من تحدي التفصيل : (وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ) (٤٢ : ٢٩) حيث تذكرنا بملاحم علمية غيبية ثلاث :
١ ـ إن في السماوات دوابا كما في الأرض : (وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ) ولم يصل العلم ـ الغازي للفضاء ـ حتى الآن الى التأكد من وجود جوّ للحياة او نباتات في بعض الكرات ، فضلا عن دواب هناك كما في الأرض!.
٢ ـ (وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ) مما تبرهن ب «هم» وهي لذوي العقول ، ان من دواب السماوات ذوي العقول كما للأرض ، مهما لم نعرف اسمائهم وسماتهم ، كيف ونحن نجهل وجود أيّة حياة في الكرات.
٣ ـ ان عقلاء الأرض والسماوات ـ وعلّ سائر دوابهما ايضا ـ سوف يجتمعان ، حيث الجمع هنا : (وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ) لا يعني يوم الجمع وان شمله ، فانه الجمع بعد البث ، فكما الله بثهما فيهما بعد خلقهما ، كذلك هو جامعهما «إذا يشاء»: في مستقبل نجهله! ـ.