(بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) وليست هي عديمة النظائر او قليلتها ، حيث الآيات كلها آيات تعني انها دلالات ربانية في ألفاظها ومعانيها ، فضع نظراك أنّى شئت من بيناته ، وسرّح فكرك في أية آية من محكماته ، تجدها شقيقة لتلك (كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللهِ)!
يا من يخلد بخلده معارضة القرآن مهما كدحت وسعيت وأتعبت نفسك وأعييت فقد تقحّمت يا خراشة على منيع سور ، وتهجمت يا فراشة على بركان نور ، فما أجرأك يا هذه على أن تخترق! وما أحراك إذا أن تحترق ، وأنى لك التسنّم او التنسّم لس؟؟؟ نّي صعود تلك المزالق! (١)
آية من القرآن ان كانت في رسالة كانت عينها ، ام في خطبة كانت وجهها وزينها ، ام في قصيدة فقلادة جيدها ، مهما كانت حافتها كلام النبي ، او حافتها كلام نبيّ!
وجملة من جمله إن أفردتها بهرت ، وان ضممتها في عقدها أعجزت وقهرت ، فهي على كمال إلفها بأخواتها ، وارتباطها بلداتها ، تامة بنفسها ، قائمة بذاتها ، فهاك نصف الآية (.. قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ تُبْدُونَها وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ ما لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آباؤُكُمْ قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ) (٦ : ٩١).
فهي برمتها كبعض اية جملة مستقلة ، ثم قل ـ يلعبون ـ مستقلة ، وبلا «يلعبون» ودون «في خوضهم» ودون «ثم ذرهم» كلها مستقلة ، استقلالات خمس في آية! ان ضممتها الى أخواتها سطعت وان أفردتها
__________________
(١) مما صنفناه وملقطات من الإمام كاشف الغطاء.