إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

أساس البلاغة

أساس البلاغة

أساس البلاغة

تحمیل

أساس البلاغة

129/717
*

وخلده الحَصِيرُ في الحَصِيرِ أي في المَحْبِس (وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً). ودابّة عريضُ الحَصِيرَينِ أي الجنبين. وأوجعَ اللهُ حَصِيرَيْهِ إذا ضُرِبَ ضَرْباً شديداً ؛ قال الطِّرِمّاح :

تَقَلْقَلَ شَهراً دائِماً كلَّ لَيلَةٍ

تضُمّ حَصِيرَيْهِ عُرًى ونُسُوعُ

وإذا استَحيا الرجلُ من شيء فتركه ، أو دخل بامرأة فعجز عنها ، أو تعذّر عليه الوصول إلى مراده ، قيل : قد حُصِرَ عنه ، وحُصر دونَه ؛ قال لبيد :

أسهَلْتُ وانتَصَبتْ كجذْعِ مُنيفَةٍ

جَرْداءَ يُحْصَرُ دونَها جَرّامُها

وامرأةٌ حَصْرَاءُ : رتقاء.

حصص ـ أخذ حِصّتَه ، وأخذوا حِصَصَهم. ويَحُصّني من المال كذا. وأحْصَصْتُ القومَ : أعطيتُهم حصصهم. وحَصّتِ البيضة رأسَه فانحَصّ. وانحَصّ شعره ، وانحصّ ريش الطائر. ورأسٌ أحَصُ ، ورؤوس حُصٌ. وطائر أحصّ الجناح. وألقى الله في رأسه الحاصّة.

ومن المجاز : رجل أحَصّ : مشؤومٌ نَكِدٌ لا خير فيه ، ومنه قيل للعبد والعَير الأحَصّانِ. وسَنَةٌ حَصّاءُ. وبينهم رحم حَصّاءُ : قَطْعاءُ لا توصل. وقيل لبعض العرب : أي الأيّام أقَرّ؟ فقال : الأَحَصّ الوَرْد والأَزَبّ الهِلَّوْف أي المُصْحي والمُغِيم الذي تَهُبّ نَكْباؤه ؛ وقوله :

مُشَعْشَعَةً كأنّ الحُصّ فيها

قيل هي الدُّرّ لملاستها.

حصف ـ في وجهها كَلَف وفي جلدِها حَصَف ؛ وهو بَثَرٌ صِغارٌ. وقد حَصِفَ جِلدُه فهو حَصِفٌ ، وأحْصَفَه الحَرُّ. وأحْصَفَ حَبْلَه فاسْتَحْصَفَ ، وحبل مُحْصَفٌ ومُسْتَحْصِفٌ ، وقد أحْصَفَ الحائِكُ نَسْجَه.

ومن المجاز : فيه حَصَافة وهي ثَخَانة العقل والرأي ، ورجلٌ حَصِيف ، وقد حَصُفَ رأيُه واسْتَحْصَفَ ، ورأي وأمر مُحْصَفٌ ومُسْتَحْصِفٌ ؛ قال العجّاج :

باتَ يُصَادي أمرَ حَزْمٍ مُحْصَفَا

وقال :

بمُستَحْصِفٍ باقٍ من الرّأي مُبْرَمِ

واستَحْصَفَ عليه الزمانُ : اشتَدّ. وفَرْجٌ مُسْتَحْصِفٌ : ضيّق. وأحصَفَ الفرسُ : اشتَدّ عَدْوه ، وفرس مُحْصِف مُحْصِب. وبينهما حبل مُحْصَف أي إخاء ثابت.

حصل ـ حَصَلَ له كذا حُصولاً. وحَصَل عليه من حقّي كذا أي بقيَ. وما حَصَل في يدي شيءٌ منه أي ما رَجَع. وما حَصَلْت منه على شيء. ومضى الكرام فحَصَلْتُ بعدهم على ناس لئام. وهذا حاصل المال أي باقيه بعد الحساب ، وهذا محصول كلامه ، ومحصول مراده ، وفيه وجهان : أحدهما أن يكون مصدراً كالمعقول والمجلود ، وُضِعَ موضع الفاعل كما وضع صومٌ وفطر موضع صائم ومُفْطِر. والثاني أن يقال : حَصَله بمعنى حَصّله ؛ من قول العبّاس بن مِرْداسٍ :

يا جَسْرَ إنّ الحَقّ بعد حَصْلِه

له فُضولٌ يُهْتَدَى بفَضْلِه

يَبينُه الجاهِلُ بَعد جَهْلِهِ

وما لفلان محصولٌ ولا معقولٌ أي رأي وتمييز. وحصّلَ المالَ في يده ، وحصّل العلم. واجتهد فما تحصّل له شيءٌ. وحصّل ترابَ المعدن : ميّز الذهب منه وخلّصه. وحصّل الدقيقَ بالمِحْصَل وهو المُنْخُل. وحصّلوا الناسَ في الديوان : ميّزوا بين شاهدهم وغائبهم ، وحيِّهم وميتهم ؛ قال ذو الرُّمّة :

نَدًى وتكَرُّماً ولُبابَ لُبٍ

إذا الأشياء حَصّلَتِ الرّجَالا

أي مَيّزَتْ خيارَها من شرارها. وحصّل كلامَه : ردّه إلى محصوله. وما حَصِيلَتُك وما حَصَائِلُك أي ما حَصّلْتَه. وسمّي كتاب الحصائل ، لأن صاحبه زعم أنّه حَصّل فيه ما فات الخليل ؛ قال الأعشى :

فآبوا مُوجَعِينَ بشرّ طَيرٍ

وأُبْنَا بالعقائِل والحَصِيلِ

وهو ما حَصَل لهم من الأموال.