وتلاوته بعض الأقاويل والأباطيل. وقوله (مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍ) دليل على تغاير الرسول والنبي ، والفرق بينهما كما في الكشاف : أن الرسول من الأنبياء من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه ، والنبي غير الرسول : من لم ينزل عليه كتاب ، وإنما أمر أن يدعو الناس إلى شريعة من قبله. وقد ذكرت في المفردات التعريف المشهور والأصح للرسول والنبي وعدد الرسل والأنبياء.
(فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ، ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ) أي فيزيل الله ما وسوس به الشيطان من الكلمات والخرافات التي تعلّق بها بعض الكفار ، ثم يجعل آياته محكمة محصّنة مثبّتة ، لا تقبل التشويه والتزييف أو الزيادة أو النقصان.
وهذا يشبه محاولات بعض القساوسة اليوم دسّ بعض الأكاذيب والشبهات في مبادئ الإسلام وتعاليمه ، وقلب الحقائق ، وتزييف الوقائع ، وتأويل بعض الآيات على وجه غير صحيح ، ثم تتبدد تلك المساعي الخبيثة ، وتدحض تلك المفتريات على يد بعض العلماء الأثبات من المسلمين أو من غيرهم ، وتدفن تلك الآراء المدسوسة في النشرات والكتب المدرسية وغيرها.
(وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) أي والله عليم بكل شيء ، وبما أوحى إلى نبيه ، وبما يكون من الأمور والحوادث ، لا تخفى عليه خافية ، حكيم في تقديره وخلقه وأمره وأفعاله ، له الحكمة التامة ، والحجة البالغة ، فيجازي المفتري بافترائه ، ويظهر الحق للمؤمنين ، وتتبدد الظلمة في نفوس المنافقين ، وهذا ما أبانه الله تعالى في موقف الفريقين ، فقال :
١ ـ (لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ) أي ليجعل ما يوسوس به الشيطان فتنة أي ابتلاء واختبارا للمنافقين الذين في قلوبهم شك وشرك وكفر ونفاق ، وللمشركين أو اليهود المعاندين قساة