مشتملاتها :
بالرغم من أن هذه السورة مدنية تضمنت الكلام عن فرضية الحج ومناسكه ، وعن مشروعية القتال ومقومات النصر ، فإنها تحدثت عن أمور مشابهة لموضوعات السور المكية من الإيمان بالله عزوجل وتوحيده ، والبعث والاستدلال عليه ، والجزاء على الأعمال.
افتتحت السورة بما يهز المشاعر ، وينشر الرعب والخوف من أهوال الساعة ، وشدائد يوم القيامة.
ثم انتقلت إلى بيان أدلة البعث ، وإتيان القيامة ، وبيان بعض مشاهدها من جعل الأبرار في دار النعيم ، وزجّ الكفار في نار الجحيم ، وإعلان خسارة المنافقين المضطربين الذين لا يعرف لهم قرار ولا اتجاه. ثم أبانت حرمة المسجد الحرام ، وفرضية الحج ومنافعه ، وحرماته وشعائره ، ومناسكه وذبائحه ، وأردفت ذلك بالحديث المقنع عن أسباب فرضية القتال ، ومقومات النصر على الأعداء ، مع تسلية الرسول صلىاللهعليهوسلم عما ناله من أذى قومه ، وتكذيبهم له ، والتعريف بحال أهل القرى الظالمة التي أهلكها الله ، وجعل العاقبة للمتقين ، وتحديد مهمة النبيصلىاللهعليهوسلم وهي الإنذار مكذبي القرآن بالنار ، وتبشير المؤمنين الذين يعملون الصالحات بالجنة والنعيم ، وإظهار مدى فضل الله على المهاجرين وإثابتهم.
واقتضت الحكمة بعدئذ الكلام عن أدلة القدرة الإلهية من خلق الليل والنهار ، والسماء والأرض ، والإحياء والإماتة ، والعلم الشامل لجميع مكنونات الكون ، وتفرد الله تعالى بالحساب والفصل والحكم بين الناس. ثم بيان مدى تبرم الكفار بآيات الله ، وإظهار الغضب على وجوههم ، وتحديهم بأن معبوداتهم من الأصنام وغيرها لا تستطيع خلق ذبابة ، فضلا عن خلق الإنسان ، وأن منشأ