وقال الزمخشري والبيضاوي : ولأن الله يهدي به الذين يعلم أنهم مؤمنون ، أو يثبّت الذين آمنوا على الهدى.
الفصل الإلهي بين الأمم وخضوع كل ما في الكون لعزة الله
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (١٧) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (١٨))
الإعراب :
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا .. وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) الخبر : إما محذوف ، وإما قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ) لأنها فيها معنى الجزاء ، فحمل الخبر على المعنى.
(وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ) إما معطوف على (مَنْ) في قوله تعالى : (يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ) لأن السجود بمعنى الانقياد ، وكل مخلوق منقاد تحت قدرة الله تعالى ، وإما مبتدأ وخبره : إما (مِنَ النَّاسِ) أي من الناس الذين هم الناس على الحقيقة ، وهم الصالحون المتقون ، وإما محذوف ، وهو مثاب ، أي وكثير من الناس ثبت له الثواب ، دل عليه خبر مقابله وهو قوله : (حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ).
البلاغة :
(وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ) بينهما طباق.