القلوب ، حين فرحوا بإلقاء الشيطان بعض الكلمات ، واعتقدوا أنه صحيح من عند الله ، وإنما كان من الشيطان.
(وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ) أي وإن هؤلاء الظالمين أنفسهم من المنافقين والكفار لفي مخالفة وعصيان ، ومشاقة لله تعالى ولرسوله صلىاللهعليهوسلم ، وعناد بعيد من الحق والصواب.
٢ ـ (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ، فَيُؤْمِنُوا بِهِ ، فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ) أي ولكي يعلم أهل العلم النافع الذين يفرقون به بين الحق والباطل ، والمؤمنون بالله ورسوله أن ما أوحيناه إليك هو الحق الثابت الصحيح من ربك الذي أنزله بعلمه وحفظه ، وصانه أن يختلط به غيره ، فيصدقوا به وينقادوا له ، وتخضع له قلوبهم ، وتذل وتخشع له نفوسهم ، وتعمل بأحكامه وآدابه وشريعته ، كما قال تعالى : (وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ ، لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ ، تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت ٤١ / ٤١ ـ ٤٢].
(وَإِنَّ اللهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) أي وإن الله لمرشد المؤمنين بالله ورسوله إلى طريق قويم في الدنيا والآخرة ، أما في الدنيا فيرشدهم إلى الحق واتباعه ، ويوفقهم لمخالفة الباطل واجتنابه بتأويل سليم للمتشابه في الدين ، وتفصيل واضح للمجمل منه ، وفي الآخرة يهديهم الطريق الصحيح الموصل إلى درجات الجنان ، ويصرفهم عن دركات النيران.
ومصير الفريق الأول ما قال تعالى :
(وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ ... عَقِيمٍ) أي ولا يزال الكفار في شك وريب من هذا القرآن أو من الرسول ، فضمير (مِنْهُ) راجع إلى القرآن أو الرسول صلىاللهعليهوسلم ، أو لا يزال الكفار في ريب منه أي مما ألقى الشيطان في قلوبهم حين قراءة القرآن عليهم ، حتى تأتيهم الساعة ، أي يوم القيامة أو مقدماتها أو