القصة السادسة ـ قصة أيوب عليهالسلام
(وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٨٣) فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ (٨٤))
الإعراب :
(رَحْمَةً) مفعول لأجله (مِنْ عِنْدِنا) صفة.
البلاغة :
(أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) ألطف في السؤال ، حيث ذكر نفسه بما يوجب الرحمة ، وذكر ربه بغاية الرحمة ، ولم يصرح بالمطلوب.
(أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) فيهما جناس الاشتقاق.
المفردات اللغوية :
(وَأَيُّوبَ) أي واذكر أيوب (إِذْ نادى رَبَّهُ) لما ابتلي به من المرض ، وهو بدل مما قبله (أَنِّي) أي بأني (الضُّرُّ) بالضم : الضرر والشدة في النفس من مرض وهزال. وأما الضّرر بالفتح : فهو الأذى في كل شيء ، فالضّر خاص بما في النفس من مرض وهزال ، والضرر : شائع في كل ضرر. (وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) وصف ربه بغاية الرحمة ، بعد ما ذكر نفسه بما يوجب الرحمة ، واكتفى بذلك عن عرض المطلوب ، لطفا في السؤال.
(فَاسْتَجَبْنا لَهُ) أجبنا له نداءه (فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ) أي أزلنا ورفعنا ضره بالشفاء من مرضه (وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ) أي وأعطيناه مثل أهله عددا ، وزيادة مثل آخر ، بأن ولد له ضعف ما كان عنده من زوجته وزيد في شبابها (رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا ، وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ) أي رحمة على أيوب ، وتذكرة لغيره من العابدين ، ليصبروا كما صبر ، فيثابوا كما أثيب.