والثانية :
التحذير من الاغترار بالدنيا ، والعمل للآخرة ، فقال تعالى في آخر سورة طه : (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا ..) فإن قرب الساعة يقتض الإعراض عن زهرة الحياة الدنيا ؛ لدنوها من الزوال والفناء ، وختمت سورة الأنبياء بمثل ما بدئت به السورة المتقدمة ، فأبان الله تعالى أنه بالرغم من قرب الساعة والحساب ، فإن الناس غافلون عنها ، ولاهون عن القرآن والاستماع إليه.
فضلها ومزيتها :
ورد في فضل هذه السورة أحاديث صحاح منها :
ما رواه البخاري عن عبدالله بن مسعود قال : «بنو إسرائيل ، والكهف ، ومريم ، وطه ، والأنبياء : هن من العتاق الأول ، وهن من تلادي» أي من قديم ما حفظ من القرآن ، كالمال التّلاد.
ولما نزلت هذه السورة قيل لعامر بن ربيعة رضياللهعنه : هلا سألت النبي صلىاللهعليهوسلم عنها؟ فقال: «نزلت اليوم سورة أذهلتنا عن الدنيا».
مشتملاتها :
موضوع السورة بيان أصول العقيدة الإسلامية ومبادئها وهي التوحيد ، والرسالة النبوية ، والبعث والجزاء ، وقد بدأت بوصف أهوال القيامة ، ثم ذكرت قصص جملة من الأنبياء الكرام عليهمالسلام ، كما تقدم.
كانت البداية مرهبة مرعبة ، منذرة محذّرة بقرب قيام الساعة ، والناس لاهون غافلون عنها وعن خطورة الحساب والعقاب ، معرضون عن سماع القرآن ، مفتونون بلذائذ الحياة الدنيا.