ابن يحيى الهاشمي وأبو الفتوح نصر بن محمد بن الحصري بمكة وعبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة الفقيه وعبد اللطيف بن يوسف النحوي الدمشقي بدمشق وإبراهيم بن عثمان الزركشي بحلب ومحمد بن الخضر الخطيب بحران قالوا جميعا :
أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان قراءة علينا (١) ، أنبأنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي المالكي ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن موسى القرشي ، حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي ، حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو خالد عن زيد بن سنان عن أبي عطاء عن عطاء بن أبي رباح عن أبي سعيد قال : أحبوا المساكين ، فإني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول في دعائه : «اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين» (٢).
لقيت (٣) هذا الشيخ واستجزته في جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة ، ولعله مات في تلك السنة أو في التي بعدها ـ والله أعلم.
من المأمونية ، وسكن أخيرا في جوارنا بالظفرية ، وكان له دكان يعمل فيه قسي البندق ، وكان ذكيا فهما ، له معرفة بالنجوم وعلم الهيئة وعمل آلات الفلك ، وكان قد خالط العلماء وجالس الفضلاء وتحفظ كثيرا من الحكايات والأناشيد.
ذكر لنا أنه حضر في صباه عند الحافظ أبي الفضل بن ناصر في حلقته بجامع القصر وسمع منه شيئا من الحديث ، وقال : أحقه (٤) جيدا ، وكان يطرح على عمامته طرحة ، ووجدنا سماعه في كتاب «حل الإشكال في الرقوم والأشكال» لصدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه الحنبلي منه ، فقرأنا عليه وكتبت عنه كثيرا من الحكايات والأشعار ، وكان الحسن الأخلاق ، لطيف الطبع ، متوددا متواضعا.
أنشدني أبو الحسن علي بن أحمد بن ملاعب القواس من لفظه وحفظه :
__________________
(١) في (ب) : «قراءة عليه».
(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢٣٥٢. وسنن ابن ماجة ٤١٢٦. والمستدرك ٤ / ٣٢٢. وفتح الباري ٢٧٤ / ١١.
(٣) في (ج) : «ولقنت».
(٤) هكذا في الأصول.