أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن طاوس بن سكر الواعظ البغدادي قراءة عليه بدمشق في شعبان سنة إحدى وثمانين وأربعمائة ، أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد ابن عبد الله بن بشران ببغداد ، حدثنا أحمد بن سليمان النجاد قرئ [عليه] (١) قال يحيى بن جعفر وأنا أسمع أنبأنا علي بن عاصم عن بيان بن بشر عن قيس بن أبي حازم عن مرداس الأسلمي قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يذهب الصالحون أسلافا الأول فالأول حتى يبقى مثل حثالة أو جفالة التمر أو الشعير لا يبالي الله عنهم» (٢).
أنبأنا ذاكر بن كامل قال : كتب إلى غيث بن علي الصوري قال : علي بن الحسن ابن طاوس البغدادي كان فكيها حسن المحادثة لا بأس به ، وكان مسنا كبيرا ، ذكر لي غير مرة أنه نسخ إحدى وثمانين أو ثلاثا وثمانين ختمة (٣) ونحوا من ثلاثين ألف ورقة ، مثل سنن صحيح البخاري ومسلم وسنن أبي داود وغير ذلك ، وتفسير النقاش ، ومسند أحمد بن حنبل ، وتفسير مقاتل ، وتاريخ الخطيب ، ورأيته بدمشق يكتب تعليقة القاضي أبي الطيب ، وكان يكتب في كل يوم إذا أملى عليه نحوا من أربع كراريس.
أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بدمشق ، أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن عمي قال : قال لنا أبو محمد بن الأكفاني : سنة أربع وثمانين وأربعمائة ، فيها توفي أبو الحسن علي بن الحسن بن طاوس المقرئ الدير الدّيرعاقوليّ يوم الأحد التاسع عشر من شعبان بصور.
والد الوزير أبي علي محمد وأبي عبد الله الحسن الكاتب المشهور ـ وقد تقدم ذكرهما ، كان يكتب خطا مليحا ، وعليه كتب ولداه (٤) ، وولى عدة أعمال الديوان في أيام المقتدر بالله ، وتوفي يوم السبت لخمس خلون من ذي الحجة سنة تسع وثلاثمائة.
__________________
(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل. «٢» انظر الحديث في : صحيح البخاري ٨ / ١١٤. وفتح الباري ١١ / ٢٥١. «٣» هكذا في الأصول. «٤» في (ب) ، (ج) : «ولده».