أخبرنا علي بن أحمد بن وهب أبو الحسن البزّاز بقراءتي عليه ، أنبأنا القاضي أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن أحمد بن النقور ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي ، حدثنا أبو عبد الله أحمد ابن الحسن بن عبد الجبّار الصوفي ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا علي بن هاشم عن أبيه عن عائشةرضياللهعنها قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا مات صاحبكم فدعوه [ولا تقعوا فيه](١)»(٢).
سمعت أبا بكر عبد الرزّاق بن عبد القادر الجيلي يقول : كان الشيخ أبو الحسن بن وهب صاحبا لوالدي وخصيصا به ، وصار معيدا لدرسه وأثنى عليه كثيرا ، وقال : عرضت عليه الشهادة عند القضاة فأباها ، وكان متورعا دينا على طريق (٣) حسنة ، قرأت بخط شيخنا عبد الرزّاق : أبو الحسن بن وهب صحب والدي أربعين سنة ، وكان مولده في سنة عشرين وخمسمائة ، وتوفي شيخنا أبو الحسن بن وهب يوم الأربعاء لسبع خلون من جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين وخمسمائة ، ودفن من الغد بباب حرب.
من أهل باب البصرة ، تقدم ذكر والده ، وهو من بيت مشهور بالعدالة والخطابة والرواية ، شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي في يوم السبت مستهل شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث عشرة وخمسمائة فقبل شهادته ، وكان يتولى الخطابة بجامع المنصور مدة ثم بجامع قصر دار الخلافة ، وسمع الحديث من جماعة ، وما أظنه روى شيئا.
قرأت في كتاب «التاريخ» لأبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال : توفي الشريف الخطيب العدل أبو الحسن علي بن أحمد بن هبة الله (٤) بن المهتدي
__________________
(١) ما بين المعقوفتين أضيف من مصادر الحديث.
(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٣٨٩٥. وسنن أبي داود ٤٨٩٩. وصحيح ابن حبان ١٣١٢ ، ١٩٨٣. واتحاف السادة المتقين ١٠ / ٣٧٤.
(٣) في (ج) : «طريقة».
(٤) في النسخ : «عبد الله».