المناسبة :
هذه هي القصة الرابعة : قصة لوط مع قومه : أهل سدوم ، ذكرت بعد قصة نوح ، وهود ، وصالح عليهمالسلام ، لبيان ما حلّ بهم من العذاب والنكال حينما أعرضوا عن نصح الأنبياء ، وعتوا عن أوامر الله.
أضواء من التاريخ :
لوط : هو لوط بن هاران ـ أخي إبراهيم بن تارح ، آمن بإبراهيم واهتدى بهديه ، كما قال تعالى : (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ ، وَقالَ : إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي) [العنكبوت ٢٩ / ٢٦] وتبع إبراهيم في رحلاته ، فكان معه فيما بين النهرين ، ثم بمصر ، ثم ببلاد الشام ، حيث سكن في سدوم في شرقي الأردن.
وذكرت قصة لوط في عدة سور باختلاف يسير ، وبعضها يكمل بعضا.
وكان أهل سدوم يعملون الخبائث دون حياء ولا عفة ، وأمام الناس ، ويقطعون الطريق على التجار ، ويأخذون بضائعهم ، كما قال تعالى على لسان لوط : (أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ ، وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ ، وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) [العنكبوت ٢٩ / ٢٩].
وقد وعظهم لوط عليهالسلام ونصحهم ونهاهم وخوفهم بأس الله تعالى ، فلم يأبهوا له ولم يرتدعوا ، فلما ألح عليهم بالموعظة هددوه تارة بالرجم وتارة بالإخراج ، إلى أن جاء لوط الملائكة ، بعد أن مرّوا بإبراهيم وأخبروه أنهم ذاهبون للانتقام من قوم لوط ، وهم أهل سدوم وعامورة ، فخاف أن يمس لوط بأذى ، فأخبروه بأنه ناج هو ومن آمن معه ، وأخبروه بأن العذاب بالقوم أمر حتم : (يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا ، إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ، وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ) [هود ١١ / ٧٦].