حالين : ينادون أصحاب الجنة ويسلّمون عليهم ويتأملون دخول الجنة فضلا من الله ورحمة ، وهم لم يدخلوها بعد ، ولكنهم يعلمون أنهم يدخلون. ويرون أهل النار فجأة من غير قصد ولا رغبة ، فيسألون الله تذللا وتضرعا ألا يجعلهم معهم ، وقد علموا أنه لا يجعلهم معهم.
وأصحاب الأعراف : هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم ، في رأي جماعة من الصحابة والتابعين ، قال ابن عطية : وفي مسند خيثمة بن سليمان حديث عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «توضع الموازين يوم القيامة ، فتوزن الحسنات والسيئات ، فمن رجحت حسناته على سيئاته مثقال صؤابة (١) ، دخل الجنة ؛ ومن رجحت سيئاته على حسناته مثقال صؤابة دخل النار. قيل : يا رسول الله ، فمن استوت حسناته وسيئاته؟ قال : أولئك أصحاب الأعراف لم يدخلوها وهم يطمعون».
المناظرة بين أصحاب الأعراف وأصحاب النار
(وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ قالُوا ما أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (٤٨) أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (٤٩))
الإعراب :
(أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَةٍ) الهمزة في (أَهؤُلاءِ) : همزة الاستفهام ، و (هؤُلاءِ) : مبتدأ ، و (الَّذِينَ) : خبر مبتدأ محذوف تقديره : أهؤلاء هم الذين أقسمتم عليهم ،
__________________
(١) الصؤابة : بيض القملة.