يَتَطَهَّرُونَ (٨٢) فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ (٨٣) وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (٨٤))
الإعراب :
(وَلُوطاً) منصوب بتقدير فعل ، تقديره : واذكروا لوطا ، أو أرسلنا لوطا. (إِذْ قالَ) بدل مما سبق. قال النحويون : إنما صرف لوط ونوح لخفته ، فإنه مركب من ثلاثة أحرف ، وهو ساكن الوسط.
(إِنَّكُمْ) الهمزة الأولى همزة الاستفهام ، والثانية همزة : «إن».
(شَهْوَةً) منصوب على المصدر ، أي تشتهونهم شهوة ، ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال.
البلاغة :
(أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ) استفهام إنكار وتوبيخ.
(إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ) هذا تعريض بما يوهم الذم ، قال ابن عباس : عابوهم بما يمدح به.
المفردات اللغوية :
(وَلُوطاً) لوط : هو ابن هاران بن آزر ، وهو ابن أخي إبراهيم الخليل عليهماالسلام، ولد في «أور الكلدانيين» في الطرف الشرقي من جنوب العراق ، وكانت تسمى أرض بابل. هاجر بعد موت والده مع عمه إبراهيم إلى ما بين النهرين إلى جزيرة قورا ، حيث توجد مملكة آشور ، ثم ذهب معه إلى الأرض الشام ، حيث أسكنه إبراهيم شرقي الأردن ، وعاش في المكان المسمى بعمق السديم قرب البحر الميت (أو بحر لوط) وهي قرى خمس ، سكن لوط في إحداها المسماة بسدوم ، ثم بعثه الله إلى أهل سدوم وما حولها من القرى ، يدعوهم إلى الله عزوجل ، ويأمرهم بالمعروف ، وينهاهم عن المنكر وما يرتكبونه من الفاحشة التي لم يسبقهم بها أحد من بني آدم ولا غيرهم ، وهو إتيان الذكور دون الإناث ، وهذا شيء لم يكن بنو آدم تعهده ولا تألفه ، حتى صنع ذلك أهل سدوم. (لَتَأْتُونَ الرِّجالَ) يقال : أتى المرأة : غشيها. (مُسْرِفُونَ) متجاوزون الحلال إلى الحرام. (أَخْرِجُوهُمْ) أي لوطا وأتباعه. (يَتَطَهَّرُونَ) من أدبار الرجال. (الْغابِرِينَ) الباقين في العذاب.