من مظاهر تعنّت المشركين والإياس من إيمانهم
(وَلَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتى وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (١١١) وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ (١١٢) وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ (١١٣))
الإعراب :
(كُلَ) مفعول (حَشَرْنا). (قُبُلاً) حال من (كُلَّ شَيْءٍ). (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) أن وصلتها في موضع نصب ؛ لأنه استثناء منقطع. (شَياطِينَ) منصوب إما لأنه بدل من (عَدُوًّا) أو لأنه مفعول ثان لجعلنا. (غُرُوراً) منصوب إما لأنه مصدر في موضع الحال ، أو بدل من قوله (زُخْرُفَ) الذي هو مفعول يوحي ، أو لأنه مفعول لأجله ، أي لغرور.
(وَلِتَصْغى) معطوف على فعل مقدر دلّ عليه قوله تعالى : (زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً) وتقديره : ليغروه ولتصغى إليه ، فحمل على المعنى. وقيل : اللام لام قسم ، وتقديره: ولتصغين إليه أفئدة الذين ، فلما كسرت اللام حذفت النون.
البلاغة :
(وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ) ربط المشيئة بالرّبوبية ، والإضافة إلى الضمير العائد إلى النّبيصلىاللهعليهوسلم ، لتشريف مقامه ، والعناية به ، وتطييب خاطره وتسليته عليه الصّلاة والسّلام.