أجل كلّ أمّة وفرد
(وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (٣٤))
المفردات اللغوية :
(أَجَلٌ) وقت محدد ، أو مدّة معلومة في علم الله. (ساعَةً) أقل وقت يقضى فيه عمل ما.
المناسبة :
بعد أن بيّن الله تعالى الحلال والحرام وأحوال التّكليف ، فأوضح مباحات الزّينة وطيّبات الرّزق من غير إسراف ، وأعقبه بذكر أصول المحرّمات لما فيها من الضّرر والفساد ، ذكر هنا أنّ لكل فرد أو جماعة أجلا معيّنا لا يتقدّم ولا يتأخّر ، فإذا جاء الأجل مات كل واحد حتما ، وفي أثناء الحياة يعرف مدى اتّباع منهج الله في الحلال والحرام ، والغرض منه التّخويف ، ليتشدد المرء في القيام بالتّكاليف كما يلزم.
التفسير والبيان :
لكلّ أمّة ، أي قرن وجيل ، ولكلّ فرد وشيء في الوجود أيضا أجل معلوم وهو الوقت المحدد لانقضاء المهلة ، وهو يشمل الوقت المحدد للحياة الدّنيا ، ومدّة العزّة والسّعادة ، أو الذّل والشقاوة بين الأمم.
(فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ) أي ميقاتهم المقدّر لهم (لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً) أي أقلّ مدة من الزمن (وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) عنها ، أي لا يتأخّرون عن ذلك الأجل المعيّن ولا يتقدّمون ، لا بساعة ولا بما هو أقل من ساعة ، إلا أنه تعالى ذكر الساعة ، لأن هذا اللفظ أقل أسماء الأوقات.