اتباع القرآن الكريم
(المص (١) كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (٢) اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (٣))
الإعراب :
(كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ كِتابٌ) إما خبر (المص) على قول من جعله مبتدأ ، أي أنا الله أفصل ، وإما خبر مبتدأ محذوف ، تقديره : هذا كتاب ، والثاني أولى.
(لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) اللام متعلقة بأنزل ، وتقديره : كتاب أنزل إليك لتنذر به ، وفصل بينهما بقوله : (فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ). (وَذِكْرى) إما مرفوع عطفا على (كِتابٌ) ، أو خبر مبتدأ تقديره : هذه ذكرى ؛ وإما منصوب عطفا على موضع (لِتُنْذِرَ بِهِ) أي إنذارا وذكرى ، أو عطفا على موضع هاء (بِهِ) ؛ وإما مجرور عطفا على (لِتُنْذِرَ) بمعنى : للإنذار والذكرى.
(قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ قَلِيلاً) منصوب بفعل (تَذَكَّرُونَ) ، و (ما) زائدة ، وتقدير النصب من وجهين : إما لأنه صفة لمصدر محذوف تقديره : تذكرون تذكرا قليلا ، أو لأنه صفة لظرف زمان محذوف ، تقديره : زمانا قليلا.
البلاغة :
(حَرَجٌ مِنْهُ) أي ضيق من تبليغه ، ففيه حذف مضاف.
(مِنْ رَبِّكُمْ) وصف الربوبية مع الإضافة لضمير المخاطبين فيه إشعار بمزيد اللطف بهم ، وترغيب في امتثال الأوامر.
المفردات اللغوية :
(المص) تقرأ كما تقرأ الحروف الأبجدية ، أي ألف ، لام ، ميم ، صاد ، وقد ذكرت في أول سورة البقرة ومثلها آل عمران : أن هذه الحروف المقطعة يراد من افتتاح السور بها الإشارة إلى أن القرآن الكريم مركب من هذه الحروف العربية وأمثالها ، فهل يستطيع العرب المعروفون بالفصاحة