مصحوبة بصوت شديد ، وقد تصحب برجفة أشبه بالزّلزال ، وقد تكون في مكان ويطغى تأثيرها إلى مكان آخر.
ونجّى الله صالحا والذين آمنوا معه من العذاب ، فذهبوا إلى الرّملة بنواحي فلسطين ؛ لأنها بلاد خصبة. وكان عددهم كما ذكر الألوسي مائة وعشرين ، وأما الهالكون فكانوا أهل خمسة آلاف بيت : (أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ ، أَلا بُعْداً لِثَمُودَ) [هود ١١ / ٦٨].
وذكر اسم صالح في القرآن تسع مرّات ، في سورة الأعراف في الآيات : (٧٣ ، ٧٥ ، ٧٧) ، وفي سورة هود في الآيات : (٦١ ، ٦٢ ، ٦٦ ، ٨٩) ، وفي سورة الشعراء في الآية (٤٢). وصالح كما ذكر البغوي : هو صالح بن عبيد بن أسف بن ماشخ بن عبيد بن حاذر بن ثمود.
التفسير والبيان :
ولقد أرسلنا إلى قبيلة ثمود أخاهم صالحا ، ليس أخا في الدين ، وإنما من القبيلة أو من جنسهم البشري لا من الملائكة.
فقال صالح ثمود : يا قوم اعبدوا الله وحده لا شريك له ، فما لكم من إله تعبدونه غيره ، وهكذا جميع الرسل يدعون إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، كما قال تعالى : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) [الأنبياء ٢١ / ٢٥] وقال : (وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) [النحل ١٦ / ٣٦].
قد جاءتكم حجة وبرهان على صدق ما جئتكم به ، وكانوا هم الذين سألوا صالحا أن يأتيهم بآية ، واقترحوا عليه بأن تخرج لهم من صخرة صماء عينوها بأنفسهم ، وهي صخرة منفردة في ناحية الحجر يقال لها : الكاتبة. فأخذ عليهم العهود والمواثيق : لئن أجابهم الله إلى سؤالهم ليؤمنن به وليتبعنّه ، فلما أعطوه على