القضاة أبي الحسن علي بن أحمد الدامغاني في ولايته الأولى في يوم الأربعاء التاسع من شهر ربيع الأول من سنة خمس وخمسمائة فقبل شهادته ، ولم يزل يشهد عند القضاة إلى أن طرت عنه أشياء لا تليق بأهل الدين في شهادته ، فعزل عن الشهادة قبل موته بقليل ، حدث باليسير ، سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي وشيخنا أبو محمد بن الأخضر وروى لنا عنه ، وكان يصفه كثيرا ، بالسخاء وسعة النفس والبذل والعطاء وحسن الخلق ولطف المعاشرة.
أخبرنا ابن الأخضر قال : أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن علي بن محمد بن الفراء وأنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين وسليمان بن محمد بن علي الموصلي وسعيد بن المبارك بن النحاس وعبد المجيد بن الحسن بن النهاوندي قراءة عليهم قالوا جميعا أنبأنا إبراهيم بن محمد بن منصور الكرجي ، أنبأنا أحمد بن محمد البزاز ، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس ، أنبأنا عبد الله بن محمد البغوي ، حدثنا داود بن رشيد ، حدثنا بقية عن معاوية بن سعيد التجيبي (١) قال : سمعت أبا قبيل (٢) يقول : سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من مات ليلة الجمعة أو يوم الجمعة وقي فتنة القبر» (٣).
قرأت بخط القاضي أبي الفرج علي بن محمد بن الفراء قال : مولد ابني أبي القاسم عبيد الله ليلة الاثنين رابع عشر ذي الحجة سنة سبع وعشرين وخمسمائة ، سمعت أبا الحسن بن القطيعي يقول : أصاب القاضي أبا القاسم بن الفراء الفالج ليلة السبت ثالث ذي الحجة وتوفي عاشر ذي الحجة سنة ثمانين وخمسمائة ، ودفن من الغد بباب حرب ، وكان عارفا بالشهادة والقضاء مهيب المجلس عدلا من روايته ضعيفا في شهادته.
من أولاد المحدثين كان يسكن بخرابة الهراس ، ذكر لي والده أبو الحسن على أنه قرأ القرآن بالروايات على أبي محمد عبد الله بن علي بن أحمد سبط أبي منصور الخياط ،
__________________
(١) في النسخ : «النجيبى».
(٢) في النسخ : «أبا عقيل».
(٣) انظر الحديث في : كشف الخفا ٢ / ٣١٨. ومصنف عبد الرزاق ٥٥٩٥.