إلا برهن وأيمان مغلظة |
|
كيلا يضيع كتابي أينما كانا |
قرأت على المرتضى بن حاتم بمصر عن أبي طاهر السلفي ونقلته من خطه قال : سمعت أبا محمد عفان بن غالب الأزدي المغربي ببغداد وكان يسمع معنا ، كان له أنس بالكلام وكان الغالب عليه ، وسمع بقراءتي على جماعة من شيوخ بغداد ، ثم رأيته بالإسكندرية ، وسمع عليّ شيئا يسيرا ، وعلقت عنه فوائد ، وتوفي بسواكن وهو راجع من اليمن إلى ديار مصر في أوائل شهور سنة خمس وعشرين وخمسمائة [رحمهالله].
كان من خواص خدم الإمام القائم بأمر الله ، وكان جوادا يَقِظا (١) ، تام المروءة ، ظريفا لطيفا ، محبا للحديث ولطلبته ، وكانت داره مجمعا لأهل الفضل ، سمع الكثير من أبي محمد عبد الله بن محمد (٢) الصريفيني وأبي الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور وأمثالهما ببغداد ، وسمع بالكوفة من أبي محمد يحيى بن محمد بن الأقساسي وغيره ، وحصل النسخ بالخطوط الملاح ، وكان فاضلا وجيها مقدما عزيز المكانة ، أرسله الإمام المقتدي بأمر الله مع الشيخ أبي إسحاق الشيرازي في رسالة إلى خراسان ، وحدث بنيسابور وببغداد أيضا ، سمع منه ببغداد أبو بكر ابن الخاضبة وأبو سعد بن أبي عمامة الواعظ وأبو الخير المبارك بن الحسين الغسال ، وروى عنه أبو القاسم بن السمرقندي.
أنبأنا أبو الفرج الحراني عن أبي الخير الغسال قال : أنبأنا الأجل جمال الدولة أبو الفضل عفيف بن عبد الله القائمي قراءة عليه في شعبان سنة تسع وستين وأربعمائة ، وأنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين وأحمد بن محمد بن البخيل وفرحة بنت قراطاش الطفري قراءة عليهم قالوا : أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه ، أنبأنا القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين الجعفي ، حدثنا علي بن محمد بن هارون الجهري ، حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني ، حدثنا سفيان يعني ابن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا
__________________
(١) في (ج) : «بالعطاء» وفي (ب) : «عطا».
(٢) «عبد الله بن محمد» ساقطة من (ب).