أصحاب أبي فيدفعونها الى المغيرة ، فكان يدسّ فيها الكفر والزندقة ، ويسندها الى أبي ، ثم يدفعها إلى أصحابه ، ويأمرهم أن يبثّوها في الشيعة ، فكلّما كان في كتب أصحاب أبي من الغلوّ فذاك ما دسّه المغيرة بن سعيد في كتبهم (١).
وقول أبي الحسن الرضا عليهالسلام : «إن أبا الخطاب كذب على أبي عبد الله عليهالسلام ، لعن الله أبا الخطاب ، وكذلك أصحاب أبي الخطاب ، يدسون هذه الأحاديث إلى يومنا هذا في كتب أصحاب أبي عبد الله عليهالسلام ، فلا تقبلوا علينا خلاف القرآن ، فإنّا إن تحدّثنا حدّثنا بموافقة القرآن والسّنة ، إنّا عن الله ، وعن رسوله نحدّث ...» (٢).
وغيرها من الروايات الكثيرة الواردة في هذا المعنى والتي تحذّر من الكذب والكذابين ، أضف إلى ذلك أسبابا أخرى لا تقلّ أهمية كالتقية ودواعيها ، واختلاف الآراء ومراميها ، والإشتباه من الرواي ، أو ممن يروي عنه. ونحن بإزاء هذه الأمور ، وغيرها ـ وفي مقام التثبّت من الحجة الشرعية وإقامة الدليل عليها ـ لا بد من التريّث في الإستناد الى هذا النص أو ذاك أو في الإعتماد على هذه الرواية أو تلك ، ولا بد من البحث العلمي عن رجال الأسناد ، بإعمال القواعد والضوابط العلمية ، لتحديد ما يمكن الإعتماد عليه من غيره.
ومن هنا انبثق هذا العلم ـ وهو علم الرجال ـ الذي يتكفّل بوضع الأسس العلمية لصيانة الحديث الشريف الوارد عن أهل بيت العصمة والطهارة.
فإن علم الرجال ودراسة أحوالهم هو ـ في الحقيقة ـ اهتمام بالحديث ومساهمة علمية في الدفاع عنه وصيانته.
__________________
(١) رجال الكشي ج ٢ الحديث ٤٠٣ ص ٤٩١.
(٢) ن. ص الحديث ٤٠١ ص ٤٩٠.