من حديثه (١).
الثالث : ما ورد في حقّه من الروايات الذامّة ، وهي خمس روايات وفيها الصحيح ، وهي على ثلاث طوائف :
الاولى : انّه أذاع أسرار الأئمّة عليهمالسلام وأفشى أخبارهم فأصابه ما أصابه.
روى الكشّي عن إبراهيم بن محمد بن العبّاس الختلي ، قال : حدّثني أحمد بن إدريس القمّي المعلّم ، قال : حدّثني محمد بن أحمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم ، عن حفص الأبيض التمّار ، قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام أيّام صلب المعلّى بن خنيس رحمهالله فقال لي : يا حفص ، انّي أمرت المعلّى فخالفني فابتلى بالحديد ، إنّي نظرت إليه يوما وهو كئيب حزين فقلت : يا معلّى ، كأنّك ذكرت أهلك وعيالك ، قال : أجل. قلت : ادن منّي ، فدنا منّي ، فمسحت وجهه ، فقلت : اين تراك؟
فقال : أراني في أهل بيتي ، وهذه زوجتي ، وهذا ولدي.
قال : فتركته حتى تملّا منهم ، واستترت منهم حتى نال ما ينال الرجل من أهله ، ثم قلت : ادن منّي ، فدنا مني ، فمسحت وجهه ، فقلت : أين تراك؟
فقال : أراني معك في المدينة.
قال : قلت : يا معلّي ، إنّ لنا حديثا من حفظه علينا حفظ الله عليه دينه ودنياه. يا معلّى ، لا تكونوا أسراء في أيدي الناس بحديثنا ، إن شاؤا منّوا عليكم ، وإن شاؤا قتلوكم. يا معلّى ، إنّه من كتم الصعب من حديثنا جعل الله له نورا بين عينيه وزوّده القوّة في الناس ، ومن أذاع الصعب من حديثنا لم يمت حتى يعضه السلاح أو يموت بخبل. يا معلّى ، أنت مقتول فاستعدّ (٢).
__________________
(١) مجمع الرجال ج ٦ ص ١١٠ مؤسسة اسماعيليان.
(٢) رجال الكشي ج ٢ ص ٦٧٧ مؤسسة آل البيت (ع).