وضعفه ، فيمكن القول انّ محمد بن سنان له حالتان في نظر الشيخ المفيد ، فهو لما كان من أصحاب الكاظم عليهالسلام كان على الحالة الاولى ، ثم تبدل حاله ، فهو ثقة في الاولى ، ضعيف في الثانية.
إلّا أنّ الأقوى انّ لمحمد بن سنان حالة واحدة ، وعلى أيّ حال فيمكن الجمع بهذا الاحتمال على فرض ثبوته.
وأمّا الوجوه الثلاثة الباقية فدلالتها على وثاقة محمد بن سنان تامّة ولا غبار عليها.
وأمّا وجوه القدح فأقواها دلالة على التضعيف ، هو ما ذكره الفضل بن شاذان من أنّه من الكذابين المشهورين ، أو انّ الكذّابين أربعة ، وعدّ منهم محمد بن سنان ، أو قوله : لا استحلّ أو لا أحلّ رواية محمد بن سنان ، إلّا انّ هذا الوجه يلاحظ عليه أوّلا : ضعف السند فإنّ سنده هكذا محمد بن مسعود ، عن عبد الله بن حمدويه ، قال : سمعت الفضل ... الخ وعبد الله بن حمدويه لم يذكر بمدح هذا في المورد الأوّل ، وفي المورد الثاني : علي بن قتيبة النيسابوري وهو لم يوثّق أيضا ، مضافا إلى أنّ الكشّي يقول : «وذكر الفضل في بعض كتبه ، فالذي يظهر أنّ ما ذكره عبد الله بن حمدويه هو نفس ما رآه الكشّي في كتب الفضل.
ثانيا : انّ ابن داود ذكر في كتابه نقلا عن الكشّي ، أنّ الأربعة الذين قال عنهم الفضل انّهم من الكذّابين المشهورين هم أبو الخطّاب ، ويونس بن ظبيان ، ويزيد الصائغ ، وأبو سمينة أشهرهم (١) ، ولم يذكر محمد بن سنان منهم ، وفيه دلالة على أنّ نسخ كتاب الكشّي مختلفة ، والقول بسقوط اسم محمد بن سنان بعيد ، لأنّه ذكر أربعة أشخاص بأسمائهم ، وعليه فهذا الوجه لا يمكن أن يعتمد
__________________
(١) رجال ابن داود ـ القسم الثاني ص ٥٠٧ طبع جامعة طهران.