الثالث : انّ معقد الاجماع يدلّ على توثيق هؤلاء ، وصحّة رواياتهم ، ولا دلالة فيه على توثيق من بعدهم ، وينسب هذا إلى صاحب الرياض (١) ، والسيّد الكاظمي (٢) ، وصاحب الفصول (٣) ، وغيرهم.
الرابع : انّ معقد الاجماع يدلّ على وثاقة هؤلاء في أنفسهم ، وأنّهم من الأجلّاء ، من دون الدلالة على تصحيح رواياتهم ، فضلا عن وثاقة من بعدهم.
وهذا هو الاحتمال الآخر الذي أبداه صاحب الوافي (٤) ، واختاره السيّد الأستاذ قدسسره.
الخامس : أن معقد الاجماع لا ربط له بالرواية ، وانّما هو في مقام بيان منزلة هؤلاء من حيث العلم ، والفقاهة ، وتصديق العصابة لهم بالفقه ، وهو المناسب لذكر الاجماع تحت عنوان الفقهاء من أصحاب الأئمه عليهمالسلام.
هذا مجمل ما قيل ممّا يحتمل إرادته من معقد الاجماع الوارد في العبارات الثلاث.
واما الامر الثالث فتحقيق الحال فيه أن نقول :
أمّا الاحتمال الاوّل : فهو الظاهر من عباراتهم ، بل العبارة الاولى نصّ في ذلك ، فإنّ المراد من قولهم أجمعت العصابة على تصديق هؤلاء ... ، تصديقهم في رواياتهم ، لا أنّها ظاهرة في التوثيق لهم ولا لمن بعدهم ، كما أنّ الظاهر من قولهم تصحيح ما يصحّ عن هؤلاء في العبارة الثانية والثالثة صحّة ما يروونه وما يحكونه من الفتاوى بمقتضى العموم ، أو الاطلاق ، المستفاد من العبارة.
__________________
(١) مقباس الهداية ج ٢ ص ١٨٢ الطبعة الاولى المحققة.
(٢) مستدرك الوسائل ج ٣ ص ٣٦١ الطبعة القديمة.
(٣) الفصول الغروية ـ فصل معرفة توثيق المزكي للراوي ـ الطبعة القديمة.
(٤) الوافي ج ١ ص ١٢ الفائدة الثالثة الطبعة القديمة ـ معجم رجال الحديث ج ١ ص ٥٩ الطبعة الخامسة.