والحق في المقام
هو القول الرابع ، فإن الاجازة من المستحبات الأكيدة التي لها شأن عظيم ، إلا أنها
ليست على نحو المستحبات المتعارفة ، بل هي فوق ذلك لأمور :
الأول : أن في
الاجازة تعظيما وتجليلا لشعائر الله تعالى ، إذ الاهتمام بشأن أحاديث المعصومين عليهمالسلام ، من أعظم الشعائر.
الثاني : ان
الاجازة موجبة لاتصال السند بالائمة المعصومين عليهمالسلام ، ومنهم إلى النبي الاعظم صلىاللهعليهوآله ، ومنه إلى الله جل جلاله ، وشأن هذا المعنى لا ينكر ،
وأهميته لا تخفى.
ويعلم هذا من
الروايات الكثيرة الواردة بعنوان «حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدي ... إلى
قوله وحديث رسول الله صلىاللهعليهوآله قول الله عزوجل» وبعنوان كل ما اقول من الاحاديث فهو عن هذا الطريق.
فدخول الشخص في
سند هكذا سلسلته أمر مطلوب ومحبوب بلا إشكال.
الثالث : ان
الاجازة تقتضي الحفاظ على الروايات من التصحيف ، والضياع ، والنسيان ، فقد يكون
الكتاب معلوما في زمن ، ثم يفقد لسبب أو لآخر كما في بعض الكتب التي ادعي انها
كانت مشهورة معروفة في زمن سابق ، ثم أصبحت وليس لها ذكر ، فتحمل الرواية عن طريق
الاجازة حفظ لهذه الروايات عن الاندراس.
ومما يؤيد ما
ذكرنا ما يستفاد من الروايات الكثيرة الدالة على هذا المعنى
__________________