إذا الفتى لم يركب الأهوالا |
|
فابغ له المرآة والمكحالا |
واسع له وعدّه عيالا |
وليس كلّ ما جاز فيه مفعال جاز فيه مفعل (١) وقد جاء بعض أسماء الآلة مضموم الميم والعين (٢) نحو : المسعط والمنخل والمدقّ والمدهن والمكحلة ، ومن ذلك أيضا محرضة (٣) ومما جاء بالضم أيضا الملاءة (٤) وجاء بالفتح المنارة والمنقل وهو الخفّ (٥) ، وفي الحديث : نهى رسول الله صلىاللهعليهوسلم النساء عن الخروج إلّا عجوزا في منقليها» (٦) أي (٧) في خفّيها ، وجميع ما جاء من ذلك مضموما لم يذهب به مذهب الفعل ، ولكنّها جعلت أسماء لهذه الأوعية (٨) فإنّها شذّت عن مقتضى القياس ، لكونهم لم يراعوا فيها معنى الفعل والاشتقاق ، ومما لم يذهب به مذهب الفعل اسم الآلة الذي ليس في أوله ميم ، وهو زائد على ثلاثة أحرف وثالثه ألف ، فإنّه جاء بكسر أوله نحو : العلاقة (٩) والجراب والوسادة والعمامة ونحو ذلك ، وشذّ من ذلك بالفتح القباء (١٠) ولا يعمل شيء من هذه الأسماء ، لأنّه موضوع لآلة مشتقّة من الفعل المشتقّ منه من غير قيد ، فلو عمل تقيّد وخرج عن موضوعه ، ومما ألحقناه بقسم الاسم المصغّر والمنسوب.
__________________
(١) شرح المفصل ، ٦ / ١١١.
(٢) المفصل ، ٢٤٠.
(٣) في الصحاح واللسان ، والقاموس ، حرض «الحرض : الأشنان والمحرضة بالكسر إناؤه ووعاؤه» وفي شرح المفصل ، ٦ / ١١٢ والكسر هو المشهور ولا أعرف الضم فيها».
(٤) اللسان ، ملأ.
(٥) اللسان ، نقل.
(٦) في الأصل منقلبها.
(٧) انظره في غريب الحديث للهروي ، ٤ / ٦٩ وفيه «إلا امرأة قد يئست من البعولة فهي في منقليها» ، قال أبو عبيد لو لا أن الرواية اتفقت في الحديث والشعر جميعا على فتح الميم ما كان وجه الكلام إلا كسرها.
وانظر الصحاح ، نقل. وهو في تاج العروس ، «نقل» عن ابن مسعود.
(٨) الكتاب ، ٤ / ٩١ وشرح المفصل ، ٦ / ١١١.
(٩) العلاقة : هي المعلاقة الذي يعلّق به الإناء اللسان ، علق.
(١٠) غير واضحة في الأصل ، والقباء ممدود من الثياب الذي يلبس مشتق من ذلك لاجتماع أطرافه.
اللسان ، قبا.