ومنها : أن الإضافة المعنويّة تفيد تعريفا مع معرفة المضاف إليه (١) إلّا إذا توغّل المضاف في الإبهام نحو : غير وشبه ومثل ، إلّا إذا اشتهر المضاف بمغايرة المضاف إليه نحو : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ)(٢) أو بمماثلته نحو : مررت بزيد مثل عمرو إذا اشتهر بمماثلته (٣).
ومنها : أنّ شرط الإضافة المعنويّة تجريد المضاف من التعريف بأن تزال اللام من المعرّف باللام ، ويؤوّل العلم بواحد من الأمة المسمّاة به نحو : ربيعة الفرس (٤).
ومنها / ما ورد من إضافة الاسم إلى مماثله نحو : سعيد كرز ، وزيد بطة ، بإضافة الاسم إلى اللّقب ، وهو مؤوّل بأنّ اللقب لمّا كان أشهر من الاسم تنزّل الأوّل منزلة المجهول ، والثاني منزلة المعلوم فتغايرا (٥).
ومنها ، أنّ العامل في المضاف إليه هو المضاف (٦) لا الحرف ولا معناه ليشمل القبيلين أعني المعنويّة واللفظيّة.
ذكر التّوابع (٧)
وهي كلّ ثان بإعراب سابقه من جهة واحدة ، قوله : من جهة واحدة ، يخرج خبر المبتدأ والمفعول الثاني من علمت وأعطيت ، والثالث من أعلمت ، والمراد باتّحاد الجهة اشتراك التابع والمتبوع في الجملة التي تنسب إلى المتبوع ، لأنّك إذا قلت : ضرب زيد الجاهل عمرا العاقل ، كانت الصفة مشاركة للموصوف في جهة
__________________
(١) في المفصل ، ٨٦ : وكلّ اسم معرفة يتعرّف به ما أضيف إليه إضافة معنويّة إلا أسماء توغلت في إبهامها فهي نكرات وإن أضيفت إلى المعارف وهي نحو : غير ومثل وشبه ذلك ولذلك وصفت بها النكرات فقيل : مررت برجل غيرك ... اللهم إلا إذا شهر المضاف بمغايرة المضاف إليه كقوله عزوجل : غير المغضوب عليهم ، أو بمماثلته.
(٢) من الآية ٧ من سورة الفاتحة.
(٣) شرح المفصل ، ٤ / ١٢٥ وشرح التصريح ، ٢ / ٢٦ ـ ٢٧.
(٤) شرح المفصل ، ٣ / ١٢ ـ ١٣.
(٥) شرح التصريح ، ٢ / ٣٣.
(٦) هذا مذهب سيبويه ، وعند الزجاج هو معنى اللام ، وبحرف مقدر ناب عن المضاف عند ابن الباذش.
وانظر لذلك الكتاب ، ١ / ٤١٩ وشرح الكافية ، ١ / ٢٧٢ والهمع ، ٢ / ٤٦.
(٧) الكافية ، ٣٩٩.