نحو : الصّعق والنّجم فإنّه إذا لم يجز انتزاع الّلام منه لم يجز تقدير حرف النداء فيه فلذلك اختار رفع الحسن دون الصّعق ، والخليل يختار في المعطوف الرفع (١) سواء كان مما يلزمه الّلام كالصّعق أو لم يلزمه كالحسن ، وأمّا أبو عمرو (٢) فإنّه يختار النصب فيهما (٣) لأنّه تابع وتابع المبنيّ يكون تابعا لمحلّه ، دون لفظه ، وأمّا إن كان المعطوف بغير لام نحو : يا زيد وعمرو ، أو كان تابع المبنيّ بدلا نحو : يا رجل زيد كان هذا التابع كالمستقلّ ، بحيث يعطى حكم المنادى ، فيضمّ إن كان مفردا ، وينصب إن كان مضافا (٤).
ذكر المنادى المعرّف باللام (٥)
وإذا نودي المعرّف بالّلام لم يجز أن يباشر بحرف النّداء ولكن يتوصّل إليه بالاسم المبهم ، فيقال في ندائه : يا أيّها الرجل أو هذا ، أو ذا الرجل فالمنادى هو الاسم المبهم ، والرجل صفة للمبهم المنادى المذكور ، كأنّهم كرهوا ن يدخلوا حرف / تعريف على حرف تعريف (٦) ، وأمّا الهاء في أيّها (٧) ، فحرف تنبيه زادوه عوضا عمّا تستحقّه أيّ من الإضافة (٨) ، ويجوز الجمع بين أيّ وبين اسم الإشارة نحو : يا أيّهذا الرجل ، فالرجل نعت هذا ، وهذا نعت أيّ ، واسم الإشارة وأيّ ، كلّ منهما مبهم ، وأيّ أوغل في الإبهام لوقوعها على الواحد والجمع بلفظ واحد (٩)
__________________
(١) الكتاب ، ٢ / ١٨٧ والمقتضب ، ٤ / ٣١٢ وشرح المفصل ، ٢ / ٣ وشرح التصريح ، ٢ / ١٧٦ وشرح الأشموني ، ٣ / ١٤٩.
(٢) هو زبان بن العلاء أحد القرّاء السبعة المشهورين ، كان إمام أهل البصرة في القراءات والنحو واللغة قرأ على سعيد بن جبير ، وأخذ عنه أبو عبيدة ، والأصمعيّ توفي سنة ١٥٤ ه انظر ترجمته في : وفيات الأعيان ، ٣ / ٤٦٦. والبلغة ، ٨١ وبغية الوعاة ، ٢ / ٢٣١.
(٣) وكذا يونس وعيسى بن عمر والجرمي ، شرح المفصل ، ٢ / ٣.
(٤) شرح الوافية ، ١٩٣ ـ ١٩٤.
(٥) الكافية ، ٣٩٠.
(٦) شرح الوافية ، ١٩٤.
(٧) غير واضحة في الأصل.
(٨) شرح التصريح ، ٥ / ١٧٤.
(٩) شرح المفصل ، ٢ / ٧.