قال صاحب الأنوار الساطعة : لم نعلم كون الهوي لتقبيل العتبة من السجدة حتى يقصد بها سجدة الشكر ، وإلّا لكان مطلق الهوي لتقبيل زوجته النائمة سجدة ، وهو كما ترى بل المتراءى من العوام أن القصد من الهوي هو التعظيم له عليهالسلام بتقبيل العتبة ، على أن الكلام في هذا الهوي المطلق ، وإلّا فلا ريب في عدم جواز السجدة لغير الله تعالى حتى يقال في المقام بأولوية قصد سجدة الشكر فراراً عن السجدة لغيره تعالى بل هو واجب حينئذ . فتأمل (١) .
وعلى أيّ حال تقبيل العتبة لا إشكال فيه ، ولو لم يقصد السجدة تمسكاً بمطلقات تقبيل العتبة .
نعم قد يقال : إن المنصرف من العتبة هو الخشية الرافعة في أطراف الباب لا الملتصقة بالأرض ، وفيه ما لا يخفى من البعد ومنع الانصراف .
وفي المجمع : والعتبة أُسكفّة الباب والجمع عتب ، وهو كما ترى مطلق يشمل الخشبة الملتصقة بالأرض .
الأمر الخامس : في وقت الزيارة ومحلّها :
قال صاحب الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة : أما أصلها فيقتصر على الإتيان بها في المأثور في الزيارات أو الإتيان بها رجاءً .
وأما وقتها : قال الشهيد رحمهالله في الدروس : ومن دخل المسجد والإمام يصلي بدأ بالصلاة قبل الزيارة ، وكذلك لو كان حضر وقتها وإلّا فالبدءة بالزيارة أولى ؛ لأنّها مقصده ، إلى أن قال : وينبغي مع كثرة الزائرين أن يخفف السابقون إلى الضريح الزيارة وينصرفوا ؛ ليحضر من بعدهم فيفوزوا من القرب إلى الضريح بما فاز أُولئك .
__________________
(١) وجه التأمل أنه لعل المراد من قوله رحمهالله ولو سجد الزائر الخ انه يسجد لله تعالى عوض الهوى للتقبيل لا ان الهوى للتقبيل يكون سجدة مطلقاً فيكون الأولى قصد سجدة الشكر فتدبّر .