وَاَشْهَدُ اَنَّكَ الْأِمامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الْهادِي الْمَهْدِيُّ
________________________________________________
اشهد : اقسم واحلف .
فهذه شهادة له بالإمامة التي هي عهد الله الذي لا يناله الظالمين ، كما قال : ( وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (١) ، فهي الرياسة العامة من الله على عباده ، والخلافة والنيابة من النبي صلىاللهعليهوآله على اُمته .
قال الرضا عليهالسلام : « إنّ الإمامة خصّ الله بها إبراهيم الخليل عليهالسلام بعد النبوّة ، والخلّة مرتبة ثالثة ، وفضيلة شرّفه بها ، وأشاد بها ذكره فقال : ( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ) ، فقال الخليل سروراً بها : ( وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (٢) فأبطلت هذه الآية إمامة كلّ ظالم إلى يوم القيامة ، وصارت في الصفوة ، ثمّ أكرمه الله عزّ وجلّ بأن جعلها في ذريّته أهل الصفوة والطهارة ، فقال عزّ وجل : ( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ) (٣) فلم تزل في ذرّيته يرثها بعض عن بعض قرناً فقرناً حتى ورثها النبي صلىاللهعليهوآله فقال الله عزّ وجل : ( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّـهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) (٤) فكانت له خاصّة فقلّدها صلىاللهعليهوآله عليّاً بأمر الله عزّ وجل على رسم ما فرضها الله عزّ وجل : ( وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّـهِ إِلَىٰ يَوْمِ الْبَعْثِ ) (٥) فهي في ولد عليّ عليهالسلام خاصّة إلى يوم القيامة إذ لا نبيّ بعد محمّد صلىاللهعليهوآله
__________________
(١) و (٢) سورة البقرة : ١٢٤ .
(٣) سورة الأنبياء : ٧٢ ـ ٧٣ .
(٤) سورة آل عمران : ٦٨ .
(٥) سورة الروم : ٥٦ .