وَتَغَطْرَسَ وَتَرَدّىٰ في هَواهُ
________________________________________________
غطرس : الاعجاب بالنفس والتطاول على الاقران وقيل هو الظلم والتكبر .
تردى : الهلاك ، يقال : سقط على رأسه في قولهم : تردىٰ من رأس الجبل إذا سقط ، ويقال : تردى إذا مات فسقط في قبره ، وقيل : تردى سقط في جهنم ، قال تعالى : ( وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّىٰ ) ، إذا مات وقيل إذا تردى في النار . وقوله تعالى : ( وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ ) وهي التي تقع من جبل أو تطيح في بئر أو تسقط من موضع مشرف فتموت ومنه الآية : ( وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ ) .
الهوى : هوى النفس ارادتها وما تحبه وتميل إليه ومنه قوله تعالى : ( وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ ) .
ان من اخطر الأمراض الخلقيّة وأشدها فتكاً بالانسان ، وادعاها إلى مقت الناس له وازدرائهم به ونفرتهم منه ، هو التغطرس والاعجاب بالنفس والتطاول على الاقران والتكبر بالقول أو بالفعل ، وهذه الصفة تجسدت في الذين حاربوا الإمام الحسين عليهالسلام ، والذين حضروا كربلاء لقتال الإمام الحسين عليهالسلام ، فكانت نتيجة هذه الأمراض الخلقية وانعكاساتها وطغيانها ان يقتلوا ولي الله وحجته على أرضه من دون أن يتحرك لهم ساكن ، بل أكثر من ذلك أن يأخذوا بنات الوحي أسرى من بلد إلى بلد يتصفح وجوههن القريب والبعيد والدني والشريف ليس معهن من حماتهنّ حمى ولا من رجالهن ولي ، ولذلك نجد أئمة أهل البيت عليهمالسلام أكّدوا على مذمة هذه الأمراض النفسية والاخلاقية واتباع هوى النفس في كثير من الروايات منها :
عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : « إنما أخاف عليكم اثنتين اتباع الهوى وطول الأمل ، إما اتباع الهوى فإنه يصدّ عن الحق وإمّا طول الأمل فينسي الآخرة » (١) .
__________________
(١) اُصول الكافي ٢ : ٢٥٢ ، باب اتباع الهوى .