وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ
________________________________________________
اللعن : الطرد من الرحمة وقوله تعالى : ( لَّعَنَهُمُ اللَّـهُ بِكُفْرِهِمْ ) أي أبعدهم وطردهم من الرحمة .
الاُمة : الجماعة ، وقيل كل جماعة يجمعهم امر ، إما دين واحد أو دعوة واحدة أو طريقة واحدة أو زمان واحد أو مكان واحد ، ومنه الحديث : يبعث عبد المطلب اُمة واحدة عليه بهاء الملوك وسيماء الأنبياء (١) .
وإنما استحق الراضي اللعن مع عدم صدور الظلم منه لان رضاه كاشف عن سوء سريرته وشقاوة باطنه بالنسبة إلى أهل البيت فيكون عدوّاً لهم بحيث لو قدر على الظلم لكان ظالماً لهم فلا يكون مسلماً كيف !!
وشرط الإسلام محبة الأئمة الاعلام كما دل كثير من الاخبار وشهد به سليم الذوق والعقل ، وهذا السرّ في قتل الإمام المهدي (عج) من ذراري الأعداء ما لا تحصى لكونهم راضين بما فعل آباؤهم ، ففي الحديث عن عبد الله بن صالح الهروي قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليهالسلام : يابن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق عليهالسلام انه قال : إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين عليهالسلام بفعال آبائها فقال عليهالسلام : هو كذلك فقلت : فقول الله عزّ وجل : ( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ) ما معناه ؟ فقال : صدق الله في جميع أقواله لكن ذراري قتلة الحسين عليهالسلام يرضون أفعال آبائهم ويفتخرون بها ومَن رضي شيئاً كان كمن أتاه ولو أن رجلاً قتل في المشرق فرضي بقتله رجل في المغرب لكان الراضي عند الله شريك القاتل ، وإنما يقتلهم القائم عجّل الله فرجه إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم قال : فقلت له : بأي شيء يبدأ القائم فيهم إذا قام قال : يبدأ ببني شيبة ويقطع أيديهم لأنهم سرّاق بيت الله عزّ وجل (٢) .
__________________
(١) المجمع ، مادة ( اُمة ) . |
(٢) علل الشرائع ١ : ٢٦٨ . |