وَاَطاعَ مِنْ عِبادِكَ
________________________________________________
أطاع : في التهذيب : وقد طاع له يطوع إذا انقاد له ، بغير ألف ، فإذا مضى لامره فقد اطاعه ، فإذا وافقه فقد طاوعه ، ولكن قال ابن السكيت لا فرق بين أطاع وطاع أي انقاد له ، فالطاعة الانقياد . وعن أمير المؤمنين عليهالسلام : خلق الخلق حين خلقهم غنياً عن طاعتهم آمناً من معصيتهم لأنه لا تضرّه معصية من عصاه ولا تنفعه طاعة من أطاعه . وقال عليهالسلام : الطاعة تطفي غضب الرب ، وقال صلىاللهعليهوآله : إنه لا يدرك ما عند الله إلّا بطاعته ، قال علي عليهالسلام : أفضل الطاعات العزوف عن اللذات ، وفي حديث آخر : هجر اللذات ، وقال عليهالسلام : أطع من فوقك يطيعك من دونك ، وقال عليهالسلام : من احتاج إليك كانت طاعته لك بقدر حاجته إليك .
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من ارضى سلطاناً بما يسخط الله خرج عن دين الله عزّ وجل ، وقال علي عليهالسلام : لا دين لمن دان بطاعة المخلوق ومعصية الخالق .
عبادك : العبادة لغة هي غاية الخضوع والتذلل ، ولذلك لا تحسن إلّا لله تعالى الذي هو مولى أعظم النعم فهو حقيق بغاية الشكر ، قوله تعالى : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) أي نخصك بالعبادة وهي ضرب من الشكر وغاية فيه ، وهي أقصى غاية الخضوع .
والعبادة بحسب الاصطلاح : هي المواظبة على فعل المأمور به والفاعل عابد ثم استعمل العابد فيمن اتخذ الهاً غير الله ، فقيل عابد الوثني وعابد الشمس والتعبد التنسك (١) .
قال المحقق الطوسي في الأخلاق الناصرية : قال الحكماء عبادة الله ثلاثة أنواع :
الأول : ما يجب على الأبدان كالصلاة والصيام والسعي في المواقف الشريفة لمناجاته .
__________________
(١) ميزان الحكمة : ج ٦ ، باب الطاعة .