اَلسَّلامُ عَلىٰ صَفِيِّ اللهِ وَابْنِ صَفِيِّهِ
________________________________________________
الصفوة : هو خلوص الشيء من الشوائب . يقال : صفاء الماء إذا خلص من الكدر وان من ألقاب النبي آدم أنه صفوة الله لكونه أول الأصفياء بحسب الظاهر وإلّا فجميع الأنبياء أصفياء الله ، حيث خلقهم من طينة صافية كرّمهم على سائر الخلق واصطفاهم من خلقه ، وفي بعض الأخبار أن آدم صار صفي الله ، لأنه تعالى جعل هيكله الشريف مظهراً لأنوار محمد وآله ، ولذا أمر ملائكته بالسجود له تعظيماً واكراماً لهذه الأنوار .
وتأتي بمعنى الاصطفاء فإن الله تعالى اصطفى الحسين عليهالسلام وآل محمد صلىاللهعليهوآله واجتباهم واختارهم على العالمين فإن طينتهم كذلك من طينة لم يجعل الله لأحد من الخلق فيهن نصيباً فهم في جميع المراتب صفوة الله وصفوة المرسلين وصفوة جميع الخلق .
ثم إن الاصطفاء الإلهي لآل محمد صلىاللهعليهوآله على أربعة مراحل :
أ ـ اصطفاء في مرحلة الروح : فأرواحهم عليهمالسلام نورانية أو متلبسة بنور الله عزّ وجل كما في زيارة الجامعة « واجتباكم بنوره » .
ب ـ اصطفاء في مرحلة الأبدان : فأبدانهم فيها خصوصيات لا توجد في غيرها فمثلاً لا يغسل المعصوم إلّا معصوم وفي الزيارة : « اَشْهَدُ اَنَّكَ طُهْرٌ طاهِرٌ ، مِنْ طُهْرٍ طاهِرٍ ، طَهُرْتَ وَطَهُرَتْ بِكَ الْبِلادُ » وكان المسلمون الأوائل يتبركون ويستشفون ببصاق النبي صلىاللهعليهوآله .
ج ـ إصطفاء في مرحلة الافعال : فافعالهم
وسلوكهم عبارة عن تحرك الصفات الحسنة فإن أعمالهم وأفعالهم على وفق إرادته تعالى لا إرادتهم ، بل ليس لهم إرادة إلّا إرادته تعالى وإرادتهم إرادته تعالى وكما ورد في زيارة الجامعة