فَلَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ ظَلَمَكَ
________________________________________________
لعن : لقد مر شرح معنى اللعن في فقرة « فَالْعَنْهُمْ لَعْناً وَبيلاً » من هذه الزيارة فراجع .
ولكن نقول ان هذا الكلام تفريع على جميع ما تقدم من مقام أبي عبد الله الحسين عليهالسلام من قول الإمام عليهالسلام في الزيارة من أنه ولي الله وابن وليه وصفيه وابن صفيه الفائز بالكرامة ... الخ الزيارة .
وجاهد في سبيل الله تعالى لاجل نصرة الدين والحق فمضى حميداً مظلوماً شهيداً ففي ذلك إشارة إلى أن الإنسان الذي يجمع هذه الصفات الحسنة من الكمالات الداخلية والخارجية ، جدير أن يعظم وأن يطاع لا أن يقتل ويهان وتسبى حريمه ، فإن القاتل والظالم له مستحق للّعن من الله تعالى وهو الطرد من رحمته والابعاد عنها ، لانهم ذئاب كما عبر عنهم الإمام الحسين عليهالسلام في خطبته « كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات ... » فاجراهم مجرى السباع الضارية التي لا تفرق من آذاها بين العالم والجاهل والصالح والطالح والمؤمن والكافر ، بل هم أظل وأقسى منها حيث ان السباع لا تجترء على الأنبياء وذريّاتهم لما حرّم الله تعالى لحومهم عليها ، وأكبر شاهد على ذلك قصة المرأة التي ادعت أنها زينب بنت فاطمة عليهاالسلام ، واحضر المتوكل الإمام الهادي عليهالسلام وأمرها الإمام أن تدخل في بركة السباع ، وقال عليهالسلام : ان لحوم ولد فاطمة عليهاالسلام محرمة على السباع فانزلها ، فأبت وقالت يريد قتلي ، ونزل هو عليهالسلام بأمر المتوكل فرمت بنفسها بين يديه تتبرك به (١) .
__________________
(١) راجع مدينة المعاجز للبحراني وأمثالها بالعشرات .