وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّـهِ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّـهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ) (١) .
دلّت هذه الآيات على لزوم إكرام الروضات المقدسة ، وخلع النعلين بعيداً عنها ولا سيما في الطف والغري لما روي أن الشجرة كانت في كربلاء وأن الغري قطعة من الطور ، فهما المحل الذي أمر موسى عليهالسلام بتلك الآداب ، كما دلّت هذه الآيات على لزوم خفض الصوت عند قبر النبي صلىاللهعليهوآله وعدم جهر الصوت لا بالزيارة ولا بغيرها إلّا بالنحو المتعارف الذي يكون مصداقاً للصوت .
ولما روي ، كما عن المجلسي رحمهالله : إن حرمتهم بعد موتهم كحرمتهم في حياتهم .
وكذا عند قبور الأئمة عليهمالسلام لما ورد : أن حرمتهم كحرمة النبي صلىاللهعليهوآله .
فعلم أنه لابد من إزالة ما به هتك إحترامهم ، ولابدّ من خفض الصوت عندهم .
الأمر الثاني : أن يكون متطهّراً من الحدث والخبث
قال الشهيد رحمهالله في الدروس : للزيارات آداب ، أحدها : الغسل قبل دخول المسجد ، والكون على طهارة ، فلو أحدث أعاد الغسل ، قاله المفيد رحمهالله ، وإتيانه بخضوع وخشوع في ثياب طاهرة نظيفة جدد .
فعن أبي عبد الله عليهالسلام في قوله تعالى : ( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) (٢) ، قال عليهالسلام : الغسل عند لقاء كل إمام .
__________________
(١) سورة الحجرات : ٢ و ٣ .
(٢) سورة الأعراف : ٣١ .