لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجاهِلِيَّةُ
بِاَنْجاسِها وَلَمْ تُلْبِسْكَ الْمُدْلَهِمّاتُ مِنْ ثِيابِها
________________________________________________
الانجاس : جمع النَجَس بفتحتين وهو
القذر ، والمراد انه لم تتلوّث أذيال عصمته عليهالسلام
بأرجاس الكفر وأنجاس المعاصي .
والجاهلية : على ما في المجمع ، الحالة
التي كانت عليها العرب قبل الإسلام من الجهل بالله ورسوله وشرائع الدين والمفاخرة بالآباء والأنساب والكبرة ، والتجبر وغير ذلك ، ومنه الحديث إذا رأيتم الشيخ يُحدّث يوم الجمعة بأحاديث الجاهلية فارموا رأسه بالحصى ، وقولهم : الجاهلية الجهلاء هو توكيد للأول يشتق له من اسمه ما يؤكّده به ، وأنجاس الجاهلية عبارة عن تلك الأحوال المخالفة للشرع المذمومة عند الشارع فالاضافة بيانيّة .
وإلى ذلك أشار تعالى في منزلتهم عليهمالسلام ( إِنَّمَا يُرِيدُ
اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا )
.
لم تلبسك من المدلهمّات من ثيابها : أي
ثياب الجاهلية وهي عبارة عن الاخلاق والحالات الناشئة من الكفر والضلالة فهي في مقابل لباس التقوى المشار إليه بقوله تعالى : ( وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ
خَيْرٌ )
.
والمدلهمات : الظلمات يقال ادلهم الليل
: أظلم وليلة مدلهمة أي مظلمة .
والمراد ان الله تعالى ألبس الحسين عليهالسلام حلل العلم والمعرفة
والسخاوة وسائر الأخلاق الحميدة والصفات الربانية ، وان الجاهلية لم تلبسه لباس الجهل والضلالة ، فإن الجهالات والضلالات بعضها فوق بعض ، والحسين عليهالسلام هو نور على نور ونور فوق كل نور وهو نور الأنوار والهادي للأخيار وحجة الجبار وكهف الابرار .