متلبّساً بالمبدإ الذي بين مصاديقه جامع حقيقي دون من كان متلبّساً وزال عنه المبدأ ، الذي ليس بين مصاديقه إلّا جامع انتزاعي.
وهذا بخلاف القول بالأعم فالموضوع هو الأعم منه وما انقضى عنه المبدأ. ويكفي وجود نسبة ما بين الذات والمبدأ.
دليل القول بوضع المشتق للمتلبّس
وقد استدلّ على القول بوضعه للمتلبّس بوجوه ، ذكرنا بعضها في الموجز (١) غير انّ أمتن الأدلّة هي ما يلي :
انّ مفهوم المشتق ليس هو تلوُّن الذات (زيد) بأنحاء النسب حتى يكون الركن الوطيد هو الذات سواء أبقي المبدأ أم انقضى ، بل مفهومه هو تلوّن المبدأ بأنحاء النسب وانّ المشتقات عامة منتزعة عن المبدأ باعتبار الوان النسب الحاصلة بينه وبين الذات ، فتارة يلاحظ المبدأ بما انّه منتسب إلى الذات بالصدور عنها (كاسم الفاعل) ، وأُخرى بالوقوع عليها (كاسم المفعول) ، وثالثة بالثبوت فيها كما في الصفة المشبهة ، ورابعة بكونها واقعاً فيها له زماناً ومكاناً ، وعلى ذلك فالمشتق هو المبدأ الملحوظ مع الذات بنسبة خاصة ومضاف إليها نحو إضافة ، وما هذا شأنه يكون هو المحور ، لا الذات ، فالنسب المختلفة المتداولة تصاغ من المبدأ عند الإضافة إلى الذات.
وإن شئت قلت : إنّ واقع الصيغ المختلفة عبارة عن جعل المبدأ في قوالب مختلفة ، فكأنّ المعاني تتوارد على المبدأ ، وهو الذي يتجلّى بصور أشكال مختلفة وليس واقعُ الصيغ جعلَ الذات في أشكال مختلفة ، فإذا كان هذا هو واقع الصيغ
__________________
(١) الموجز : ٢٨ ، ٢٩.