فالظاهر هو الحكم بالإجزاء لوجهين :
الأوّل : ما ذكرنا من حديث الملازمة بين الأمر بالعمل بالشيء لاستكشاف كيفية التكليف ، والإجزاء وقد مرّ مفصّلاً فلا نطيل.
الثاني : هو حكومة أدلّة الأُصول بالنسبة إلى أدلّة الأجزاء والشرائط ، فإذا قال : صلّ في ثوب طاهر ، ثمّ قال : إذا شككت في كون شيء طاهراً أو لا فهو طاهر ، فالظاهر منه هو حكومة دليل الأصل على أدلّة الأجزاء والشّرائط حيث إنّ الدليل الأوّل يدعو إلى إيقاعها في ثوب طاهر ، والدليل الثاني يُثبت انّ هذا المشكوك طاهر ومصداق للدليل الأوّل ، فتكون نتيجة الحكومة هو كون الشرط للصلاة هو الأعمّ من الطّهارة الواقعية أو الظّاهرية ، وعليه إذا صلّى في ثوب محكوم بالطهارة ، فقد صلّى في ثوب حاصل للشرط واقعاً ، إذ المفروض بعد الحكومة انّ الشرط هو الأعمّ من الواقعية والظاهرية ، وعندئذ ينطبق عليه عنوان الصلاة فيسقط الأمر ، لما عرفت من أنّ الإتيان بالمأمور به يلازم الإجزاء.
فإن قلت : إنّ الامتثال بالثوب المحكوم بالطهارة ظاهراً ، والنجس واقعاً يوجب الإجزاء بالنسبة إلى الحكم الظاهري ، وأمّا الحكم الواقعي المتعلّق بالثوب الطاهر واقعاً فهو باق.
قلت : إنّ الإشكال مبني على تعدد الأمر وانّ هناك أمرين :
أمر بالصلاة بالطهارة الظاهرية ، وأمر بها بالطهارة الواقعية ، فالامتثال الأوّل لا يغني من الثاني ، وأمّا على ما ذهبنا إليه من أنّ هناك أمراً واحداً متعلّقاً بالصلاة حسب اختلاف الحالات وحسب ما للصلاة من العرض العريض من الأفراد فليس هناك إلّا أمر واحد والمفروض انّه امتثله بشهادة كون الفعل حائزاً لما هو الشرط فيه وبالتالي انطباق عنوان الصلاة عليه ومعه لا يبقى أمر.