قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل

إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل

إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل

تحمیل

إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل

129/150
*

يشكو إلينا الجوع قد تمدّد (١)

من يطعم اليوم يجده في غد

عند العليّ الواحد الموحّد

ما يزرع الزارع سوف يحصد

فأطعمي من غير منّ أو نكد

حتّى تجازي بالّذي لا ينفد

فقالت فاطمة :

لم يبق ممّا جئت غير صاع

قد دميت كفّي من مع الذراع

ابناي والله من الجياع

أبوهما للخير ذو اصطناع

فيصنع (٢) المعروف بابتداع

عبل الذراعين (٣) طويل الباع

وما على رأسي من قناع

إلّا عبا نسجتها بصاع (٤)

فأعطوه الطعام ومكثوا ثلاثا لا يذوقون الأكل وقد قضوا نذرهم ، فأخذ عليّ الحسنين ، وأقبل على المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله وهم يرتعشون من شدّة الجوع ، فقال المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أشدّ ما يسوؤني ممّا أرى بكم! انطلق بنا إلى ابنتي فاطمة ، فلمّا رآها وقد لصق بطنها بظهرها ، وغارت عينها لشدّة الجوع ، قال : وا غوثاه! يموت أهل بيت محمّد جوعا (٥) ، فنزل قوله تعالى : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) إلى قوله : (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ) الآيات (٦). انتهى (٧).

__________________

(١) في المناقب : ٢٧٠ : «تمرّد».

(٢) في مناقب الخوارزمي : ٢٧٠ : «يصطنع».

(٣) عبل الذراعين : عريضهما وضخمهما.

(٤) في المناقب : ٢٧٠ «إلّا قناع نسجه من صاع».

(٥) في مناقب الخوارزمي : ٢٧١ زاد : فهبط جبرئيل عليه‌السلام فقال : يا محمّد ، خذ هنّأك الله في أهل بيتك ، قال : وما آخذ يا جبرئيل؟ فأقرأه (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ) إلى قوله : (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً) إلى آخر السورة.

(٦) الإنسان ٧ ـ ٩.

(٧) رواه الثعلبي في تفسيره الكشف والبيان ١٠ : ٩٨ في تفسير سورة الإنسان ، والقرطبي في التفسير ١٩ : ١٣٤ في تفسير قوله : (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) ، وفي مناقب الخوارزمي : ٢٥١ من حديث المزني عن ابن مهران ، ونهج الإيمان : ١٧٤. ورواه ابن الأثير في أسد الغابة ٧ : ٢٣٠ من دون الشعر رقم ٧٢١٠ ترجمة فضّة النوبية ، والبغوي في تفسيره معالم التنزيل ٥ : ٣٠٩ مختصرا.