قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل

إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل

إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل

تحمیل

إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل

130/150
*

وهذا حديث كذب موضوع ، قال الحكيم الترمذي : هذا من الأحاديث الّتي تنكرها القلوب ، وهو حديث مسروق مفتعل ، لا يروّج إلّا على جاهل (١).

وأورده ابن الجوزي في الموضوعات بزيادة على ذلك ، وقال : هذا لا يشكّ أحد في وضعه (٢).

__________________

(١) لم نعثر على كلام الترمذي هذا رغم التتبّع الكثير.

(٢) الموضوعات ١ : ٢٩٣ ، لكنّه لم يذكر دليلا على أنّ الحديث موضوع. نعم ، ذكر أمرين وهما لا يصلحان للحكم على الحديث بالوضع ، وهما : الأول : ركّة الأشعار ، والثاني : أنّ راويه هو الأصبغ بن نباتة وقال : هو لا يساوي شيئا!!

أمّا الأول : فيردّه أنّ الثعلبي والخوارزمي والقرطبي ، إضافة إلى علماء الإمامية ، قد رووا الحديث مع الأبيات الشعرية ، وكلّهم معروف بالأدب ونظم الشعر ، ولم يصفها أحد منهم بالرّكة ، مضافا إلى ذلك أنّ مسألة تقييم الشعر أمر ذوقي ، والشواهد التاريخية على ذلك كثيرة جدا ، فقد حكم على أشعار بالرّكة ، وحكم غيرهم عليها بالفصاحة والجزالة ، وبالعكس.

وأمّا الثاني : وهو قوله : إنّ الأصبغ بن نباتة لا يساوي شيئا ، فيردّه : أنّ العجلي قال عنه : «كوفي تابعي ثقة ، وروى له ابن ماجة». (تهذيب الكمال ٣ : ٣١٠ ، وتهذيب التهذيب ١ : ٣٢٩).

والظاهر أنّ تضعيف ابن الجوزي وغيره له إنّما هو لأجل كونه من شيعة علي ومن خلّص أصحابه ، وكان من شرطة أمير المؤمنين عليه‌السلام. قال ابن سعد : «كان شيعيا ، وكان على شرطة علي». وقال ابن حبّان : «فتن بحبّ علي فأتى بالطامّات ، فاستحقّ الترك». راجع تهذيب التهذيب ١ : ٣٢٩.

ويبدو أنّ تضعيفهم لأجل مذهب الرجل ، لا أنّه في نفسه ضعيف ، ويؤكّده أنّ العجلي وثّقه ، وابن ماجة أيضا ، وإلّا لما روى له في السنن.

وقول ابن كثير في البداية والنهاية ٥ : ٣٥١ : «إنّ الحديث موضوع ؛ لأنّ هذه السورة مكّية ، والحسن والحسين ولدا في المدينة»!! مردود ؛ لتسالم العلماء على أنّ السورة مدنية.

قال السيوطي في الدرّ المنثور ٨ : ٣٦٥ «أخرج ابن ضريس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت سورة الإنسان بالمدينة».

وقال الثعالبي في التفسير ٥ : ٥٢٧ : «قال الحسن وعكرمة : منها آية مكّية ، والباقي مدني».

وقال الشوكاني في فتح القدير ٥ : ٣٤٣ : «قال الجمهور : هي مدنية».

وفي معالم التنزيل للبغوي ٥ : ٣٠٧ : «قال مجاهد وقتادة : مدنية ، وقال الحسن وعكرمة : هي مدنية إلّا آية ، وهي قوله : (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً) ..».

وفي شواهد التنزيل ٢ : ٤٢٣ : «وما أنزل الله بالمدينة : المطفّفين والبقرة والأنفال و...... وهل أتى على