قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل

إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل

إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل

تحمیل

إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل

103/150
*

أمّا نساء هذه الأمة فلا ريب في تفضيلها عليهنّ مطلقا (١).

بل صرّح غير واحد : أنّها وأخاها إبراهيم أفضل من جميع الصحابة حتّى الخلفاء الأربعة (٢). وحكى العلم العراقي (٣) الاتّفاق عليه (٤).

وذهب الحافظ ابن حجر : أنّها أفضل من بقيّة أخواتها (٥) ، لأنّها ذرّية المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله دون غيرها من بناته (٦) ، فإنّهنّ متن في حياته فكنّ في صحيفته ، ومات

__________________

١١ : ١٦٢).

وأمّا من قال بتفضيل مريم عليها بناء على ما اختاره من أنّها نبيّة ؛ كالقرطبي ، فإنّه يرد عليه : أنّ الكثير قد نقلوا الإجماع على عدم النبوّة في النساء.

قال عياض : «الجمهور على خلافه ، وقال النووي : إنّ إمام الحرمين ـ الجويني ـ نقل الإجماع على أنّ مريم ليست نبيّة. وعن الحسن : ليس في النساء نبيّة ولا في الجنّ». (فتح الباري ٧ : ١٤٠ رقم ٣٤٣٢).

وقال ابن حجر : «ونقلوا الإجماع على عدم نبوّة النساء». (فتح الباري ٦ : ١١١ كتاب أحاديث الأنبياء).

وقال الزرقاني : «الصحيح أنّ مريم ليست نبيّة ، بل حكي الإجماع على أنّه لم تنبأ امرأة». (شرح المواهب اللدنية ٢ : ٣٥٧).

(١) تقدّم إثبات ذلك بما لا مزيد عليه ، فراجع.

(٢) كالعلم العراقي والسهيلي والشارح العلقمي في شرحه على الجامع الصغير للسيوطي ، وغيرهم. قال العلّامة المناوي : «قال الشارح العلقمي : هي وأخوها إبراهيم أفضل من جميع الصحب ؛ لما فيها من البضعة». (فيض القدير ٢ : ٥٣ شرح حديث رقم ١٣٠٧). وقال أيضا في موضع آخر : «قال العراقي : إنّ فاطمة وأخاها إبراهيم أفضل من الخلفاء الأربعة بالاتّفاق». (فيض القدير ٤ : ٤٤٢ شرح حديث رقم ٥٨٣٥). ومثله عن السهيلي على ما حكاه المناوي في فيض القدير ٤ : ٤٢١ شرح حديث رقم ٥٨٣٣.

(٣) عبد الكريم بن علي الأنصاري المصري الشافعي ، عالم مصر ، المعروف بعلم الدين العراقي ، واختصارا بالعلم العراقي ، ولد سنة ٦٢٣ ه‍ بمصر ، وبرع في فنون العلم والتفسير ، كان من مشايخ ابن حجر العسقلاني والمقدسي ، قال عنه الأسنوي : كان عالما فاضلا في فنون كثيرة وخصوصا التفسير. كان يدرّس بالمشهد الحسيني ، وله مصنّفات في التفسير والأصول ، توفّي سنة ٧٠٤ ه‍ ، ودفن بالقرافة الصغرى ، ترجم له ابن قاضي شهبة في طبقات الشافعية ٢ : ٢١٨ رقم ٥٠٧.

(٤) تقدّم آنفا عن العلّامة المناوي : قول العلم العراقي أنّ فاطمة وأخاها إبراهيم أفضل من الخلفاء الأربعة بالاتّفاق.

(٥) فتح الباري ٧ : ٤٧٧ شرح حديث رقم ٣٧٦٧ حيث قال : «إنّها أفضل بنات النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله».

(٦) هذا دليل آخر غير ما تقدّم ، وهو أنّها سلام الله عليها مضافا لكونها بضعة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وسيدة النساء دون أخواتها ، فهي ذرّيته دون بقيّة بناته ؛ لانحصار ذرّية النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بفاطمة وولدها ، وأمّا بقية بناته فلم يعقبن ، أو أعقبن ومات