عليه علّة أوجبت له البناء وجب أن يبنى على حركة ، وإنما يبنى على الفتح من بين سائر الحركات ؛ لأن الفتح أخف الحركات ، وجعل الاسمين اسما واحدا مستثقل فاختير لهما أخف الحركات.
فإن قال قائل : فلم قبح ثماني عشرة ، وقد وجدنا العرب تبني ما آخره ياء على السكون من الاسمين اللذين جعلا اسما واحدا نحو معدي كرب ، وقالي قلا ، وأيادي سبا ، فلم فارقت ثماني عشرة / لمعدي كرب وبابه؟
فالجواب في ذلك أنهم فتحوا ثماني لئلا يختلف ما قبلها وما بعدها من الاسمين المركبين فجعل الفتح فيها تبعا لما ذكرناه ، ولم يعوض في معدي كرب ما ذكرناه فاختير له السكون ، وإنما وجب أن يكون ما آخره ياء ساكنا لأن ما ليس آخره ياء من الحروف الصحاح تبنى على الفتح طلبا للتخفيف ، وكانت الياء التي قبلها كسرة تخالف الحروف الصحاح من الأسماء المعربة فمنع الضم والكسر استثقالا لهما في الياء التي قبلها كسرة فوجب أن يفرق بين الياء وبين غيرها من الحروف الصحاح في الأسماء المبنية ، فلما كانت الحروف الصحاح تبنى على الفتح طلبا للتخفيف وليس بعد الفتح إلا السكون وجب أن يبنى على السكون.
فإن قال قائل : فما الذي دعا العرب أن تجعل العشرة وما بعدها من الآحاد بمنزلة اسم واحد؟ وهلا استعملا على الأصل؟
فالجواب في ذلك أن العشرة لما كانت تدل على عدد مخصوص ، وكذلك ما قبلها من الآحاد نحو التسعة والثمانية قد حصل لها أسماء ومفردات ، وكذلك الترتيب الذي وقع بين الآحاد والعشرات هو قريب من العشرة ، وما قبلها من الآحاد اختاروا أن يكون لفظها كلفظ عدد مفرد لقربه من الأصل إذ كانت الآحاد هي الأصل في العدد كله لأنه من الآحاد يتركب ، وجعل الاسمين اسما