وإن ذكر السّيوطي شيوخا قرأ عليهم الورّاق القرآن بالروايات ليفيدنا معرفة الورّاق علم القراءات والأحرف العشرة وإتقانه ذلك حتى إنه أجيز وأجاز في ذلك ، وقد بدا هذا الأمر واضحا في كتابه ؛ فقد ذكر بعض الآيات واختلاف القراءات فيها (١) وكذلك قول السّيوطي" وروى عنه" سواء عند ذكر شيوخه أو تلامذته ليدلنا على أن الورّاق قد أخذ علم هؤلاء الشيوخ ورواه عنهم ، ثم أتى بعده من تلامذته من روى عنه هذا العلم.
وهذا ما تفيدنا به كتب التراجم عن ثقافته ، غير أن كتابه الذي بين أيدينا يشير إلى ثقافة واسعة شاملة في علم النحّو تجلّت من خلال مناقشاته وعرضه آراء النحاة منسوبة وغير منسوبة ، لقد ساير الورّاق عصره وأئمة عصره في علم النحو.
أما ثقافته في العلوم الأخرى فمن المؤكد أنه اطلع على علوم الفلسفة والكلام وأصول الفقه ، ولا سيما أنه قد ألّف في موضوع لا يمكن أن ننكر الصلة بينه وبين هذه العلوم وإن كان أثرها ضئيلا في أسلوبه ، وإنّ الناظر إلى مؤلفاته يجد أن أغلبها قد ألّف في النحو ، عدا كتاب منهاج الفكر ... فلا ندري في أي موضوع هو. مما يجعلنا نجزم أن ثقافته نحوية وأن شهرته نحويا ، وأنه ألّم بباقي العلوم كباقي علماء عصره ، لما لهذه العلوم من صلة بعلوم العربية ونحوها.
ـ شيوخه وتلامذته :
لا نجد ذكرا لشيوخه وتلامذته عند معظم من ترجم له. غير أن السيوطي في البغية ذكر له شيخا ، قرأ عليه القرآن بالروايات وروى عنه ، هو : أبو بكر محمد
__________________
(١) انظر ص ٣٣ ـ ١٢٤ ـ ٢٧٥ ـ ٢٧٦ من هذا الكتاب.