وسبب ذلك
دلالته على المقارنة لكونه مضارعا ، ويناسب ذلك ترك الواو وعدم الحصول ، ويناسبه
ذكرها.
(ج) وإن كانت
فعلية ذات ماض لفظا ومعنى ، فكذلك يجوز فيها الأمران فمن مجيئها بالواو قوله تعالى
: (أَنَّى يَكُونُ لِي
غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ) ، وقول امريء القيس :
فجئت وقد نضت
لنوم ثيابها
|
|
لدى الستر
إلا لبسة المتفضل
|
ومن ترك الواو
قوله عزوجل : (أَوْ جاؤُكُمْ
حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) ، وقول عمرو ابن كلثوم :
فآبوا
بالرماح مكسرات
|
|
وأبنا
بالسيوف قد انحنينا
|
وشرط ذلك ألا
تقع بعد إلا أو (أو العاطفة) وإلا امتنع الاقتران بها ، نحو : (وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا
كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) ، وقوله :
كن للخليل
نصيرا جار أو عدلا
|
|
ولا تشح عليه
جاد أو بخلا
|
(د) وكذا الماضوية معنى فقط (هي
المضارع المنفي بلم أو لما) فمن مجيئها بالواو قول كعب بن زهير :
لا تأخذنّي
بأقوال الوشاة ولم
|
|
أذنب وإن
كثرت في الأقاويل
|
وقوله عز اسمه
: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ
تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ
قَبْلِكُمْ) ، ومن تركها قوله تعالى : (وَرَدَّ اللهُ
الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً) ، وقوله :
فقالت له
العينان سمعا وطاعة
|
|
وحدّرتا
كالدر لما يثقب
|
وسبب جواز
الأمرين أنه اذا كان الماضي مثبتا دل على حصول صفة غير ثابتة
__________________