بلغني أن عمر بن الخطاب كان يغدي الناس يوما ، فجاء رجل فجلس يأكل ويتناول بشماله فقال له عمر : ـ وكان يتعهده الناس عند طعامهم ـ : كل بيمينك ؛ فلم يجبه ، فأعاد عليه فقال : هي يا أمير المؤمنين مشغولة ، فلمّا فرغ من طعامه دعا به فقال : ما شغل يدك اليمنى؟ فأخرجها فإذا هي مقطوعة فقال : ما هذا؟ قال : أصيبت يدي يوم اليرموك ، قال : فمن يوضئك؟ قال : أتوضأ بشمالي ، ويعين الله ، قال : فأين تريد؟ قال : اليمن ، إلى أمّ لي لم أرها مذ كذا وكذا سنة ، قال : أوبرّ أيضا؟ فأمر له بخادم وخمسة أباعر من إبل الصدقة ، وأوقرها له.
٩٠٦٤ ـ رجل شهد اليرموك واستشهد بها
له ذكر.
أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو عبد الله ، أنا الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ ، أنا عبد الوهّاب بن الحسن ، نا محمّد بن بكار بن يزيد السكسكي ، نا أخطل ابن الحكم (١) ، نا الوليد بن الجراح يوم اليرموك : إنّي قد أجمعت على أمري أن أشدّ عليهم ، فهل توصوني إلى نبيكم صلىاللهعليهوسلم بشيء ، فقال : تقرئه السلام وتخبره : إنّا قد وجدنا ما وعد الله ورسوله حقا.
٩٠٦٥ ـ رجل من أهل دمشق
سمع عمر ، وأبيّ بن كعب ، وأبا الدرداء.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو عمرو عثمان بن محمّد بن القاسم البزاز المعروف بابن الآدمي ، نا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، نا هشام بن خالد ، عن الوليد ، نا عبد الله بن العلاء بن زبر ، عن عطية بن قيس ، عن أبي إدريس الخولاني :
أن أبا الدرداء ركب إلى المدينة في نفر من أهل دمشق ، ومعهم المصحف الذي جاء به أهل دمشق ليعرضوه على أبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وعلي ، وأهل المدينة ، فقرءوا على عمر بن الخطاب ، فلمّا قرءوا هذه الآية : (إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ
__________________
(١) هو أخطل بن الحكم أبو القاسم القرشي الدمشقي ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٤٥ وقد توفي سنة ٢٦٤.
يروي عن الوليد بن مسلم. والسند بعده مضطرب ، وثمة سقط فيه.