أبو ذرّ : إليك عنّي ، هل كنت عملت لهؤلاء؟ قال : نعم ، قال : هل تطاولت في البناء أو اتخذت زرعا أو ماشية؟ قال : لا ، قال : أنت أخي ، أنت أخي.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا أبو بكر عبد الله بن أبي الدنيا ، ثنا أبو قدامة ، عن سفيان الثوري قال : قال أبو ذرّ :
لك في مالك شريكان ، أيّهما جاء أخذ ، ولم يؤامرك : الحدثان والقدر ، كلاهما يمرّ على الغثّ والسمين ، والورثة ينتظرون متى تموت فيأخذون ما (١) تحت يدك ، وأنت تقدّم لنفسك ، فإن استطعت ألّا تكون أحسن الثلاثة (٢) نصيبا فافعل.
أخبرنا أبو القاسم ، أنا رشأ ، أنا الحسن ، أنا أحمد.
وأخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنبأ أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي رضوان.
قالا : نا ابن أبي الدنيا ، ثنا زياد بن أيوب ، نا سعيد بن عامر ، عن جعفر بن سليمان ـ وفي رواية الشّحّامي : حفص بن سليمان ـ قال :
دخل رجل على أبي ذرّ ، فجعل يقلب بصره في بيته ، فقال : يا أبا ذرّ ، أين متاعكم؟ ـ وفي حديث رشأ : ما أرى في بيتك متاعا ، ولا غير ذلك من الأثاث ـ فقال : إنّ لنا بيتا نوجّه إليه صالح متاعنا ، قال : إنّه لا بد لك من متاع ما دمت هاهنا ، فقال : إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه.
أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي ، أنا أبو طالب العشاري ، وأبو الحسن بن الملطي ، قالا : أنا أبو عبد الله بن دوست ، نا أبو طالب وأبو الحسين بن أخي ميمي قالا : أنا أبو علي البردعي ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن الحسين ، نا عبد الله بن محمّد التيمي ، نا عبد الجبّار بن النضر السلمي عن بعض رجاله قال :
جاء غلام لأبي ذرّ قد كسر رجل شاة له ، فقال له أبو ذرّ : من كسر رجل هذه الشاة؟ قال : أنا ، قال : ولم؟ قال : لأغيظك فتضربني فتأثم ، فقال أبو ذرّ : لأغيظنّ من حرّضك على غيظي ، قال : فأعتقه.
__________________
(١) في مختصر أبي شامة : من.
(٢) بالأصل : لليلته ، والمثبت عن مختصر أبي شامة.